البحرين العربية .. وصمت القومجيين
حازم مبيضين
14-07-2007 03:00 AM
مثير للدهشة أن تقتصر ردود الفعل على تصريحات واحد من آيات الله في طهران يسمى حسين شريعتمداري وهو المقرب جدا من المرشد الأعلى وعينه وذراعه في مؤسسة كيهان الصحفيّة على مملكة البحرين بصعيديها الشعبي والحكومي ، وعلى محلس التعاون الخليجي الذي اكد على لسان امينه العام ان المزاعم الإيرانية تستهدف النيل والمساس بدول مجلس التعاون وسيادتها, في حين يصمت القومجيون العرب على ادعاءات شريعتمداري بأن مملكة البحرين محافظة ايرانيه , ولعل البعض منهم يركن الآن إلى فكرة أن الطريق إلى القدس تمر من المنامة تماما مثلما آمن هؤلاء أن تلك الطريق تمر من الكويت أيام أعلن صدام حسين ذلك فهزجوا له وشاهد بعضهم صورته في القمر , وهو صمت له ما يقابله في طهران التي التزمت حكومتها صمت القبور على ما اقترفه مداري من افتراءات تذكرنا فورا بادعاءات صدام حسين ان الكويت هي المحافظة التاسعة عشره من محافظات العراق , ذلك أن أيا من المؤسسات الرسمية في قم وطهران لم تعلن براءتها من أقوال مداري وتخرصاته ولا يقلل من قيمة هذا الصمت إعلان طهران بان وزير خارجية نظام الملالي سيزور المنامة بقصد التهدئه وليس لاعلان رفض حكومته لافتراءات مداري وليس بعيدا أن الرجل يعتقد في قرارة نفسه أنه يزور المحافظه رقم (.....) من محافظات الجمهورية الاسلامية .
ولعل من المفيد تذكير شريعتمداري أن موقع البحرين الإستراتيجي جلب لها العديد من الغزاة من بينهم البابليين والآشوريين والاغريق والفرس الذين غزوها بقيادة ملك فارس الشاه نادر، سنة 1782 ، مستعمرين لها حتى تحررت وحمت استقلالها وأرضها من غزو فارس المتجدد، بتوقيعها معاهدة صداقة مع بريطانيا وأصبحت محمية من قبل البريطانيين.
وقبل ان يواصل الفرس ادعاءاتهم سواء على لسان الملالي أو لسان الشاه قبلهم نجد أن علينا توجيه انظارهم إلى أن حضارة دلمون المرتبطة بالحضارة السومريه نشات في البحرين في الألفية الثالثة قبل الميلاد, وكانت البحرين جزءا من الامراطورية البابلية في الفترة قبل 600 من الميلاد. وكانت تعرف باسم "أرض الخلود" و "لؤلؤة الخليج ". وحين جاء الاسلام ودخلت فيه البحرين فان اقليمها امتد من البصره حتى مضيق هرمز ومن ثم شملت بعض اراضي الجزيرة العربية
واذا كان حكام طهران المتفرغين لاثارة القلاقل حيثما تمكنوا من ذلك منزعجين من أن البحرين تعتبر الدولة الأسرع تقدماً اقتصادياً في المنطقه وان اقتصادها يعتبرالأكثر حرية في الشرق الأوسط حسب دليل الحرية الاقتصادية لعام 2006 فان ذلك ليس ذنب البحرينيين الذين ينصرفون لبناء دولة الرفاهية والحرية مثلهم كمثل ابناء دولة الامارات التي تواصل جمهورية الملالي اغتصاب جزء من اراضيهم التي غزاها الشاه السابق متذرعا بانها ايضا جزء من بلاد فارس . في حين ينصرف غيرهم لبناء ترسانات الاسلحة المتنوعه سعيا لتحقيق طموح مستحيل بالتحول الى دولة عظمى .
ولا ندري إن كان علينا أن نعتب على القومجيين العرب الصامتين على ادعاءات طهران , وهم الذين اعتادوا على مهاجمة كل من يمس القومية العربية , لكننا نسألهم إن كانوا يعتقدون أن البحرين أرض عربيه؟ أم أن التجارة مع البازار الايراني أكثر جدوى وربحا هذه الأيام .
hmubaydeen@yahoo.com