عجلون فرص ثمينة للاستثمار
سارة طالب السهيل
11-01-2023 12:24 AM
سحر الطبيعة الاخاذ في الأردن يسكنني وأسكنه، فنحن نرتاح بالجمال ونشفى من العلل ويتولد الأمل مجددا في أنفسنا على مواجهات تحديات الحياة عندما نعيش وسط المروج الخضراء كأننا في جنات الله على الأرض.
وما أكثر المناطق الطبيعية الخلابة بالأردن، والتي يفوح منها عبق التاريخ ومداد الحضارات وتعاقبها، وقدسية الأديان وتجلياتها، مثل جبال عجلون وغابات برقش وغيرها.
فالغطاء الاخضر النضر الذي يكسو غابات برقش، يسرق انظارنا وعقولنا وقلوبنا بينما تنتعش أرواحنا بنسمات هوائها العليلة، وما بين سحر الطبيعة وجمال الطيور البرية التي تحلق في سمائها تشعر ببكارة المشاعر الانسانية حين ترى الجمال لأول مرة فتنجذب لسحره وتذوب فيه عشقا وتأملا في بيئة لم تفسدها أيدي الانسان.
تتمتع هذه الغابات والتي تغطيها أشجار السنديان و البلوط وأشجار جار الحرجية النادرة والدائمة الخضرة، التي يمتد عمر بعضها لأكثر من ٥٠٠ سنة بتنوع الغطاء النباتي والشجري، حيث تنمو فيها ازهار برية نادرة مودانه بألوان بديعة مثل الدحنون والسوسنة السوداء.
فهناك 47 نوعا من الاشجار الحرجية التي تغطي بلونها الاخضر برقش.
وهذه الطبيعة الساحرة لبرقش جعلت منها محمية طبيعية للحيوانات البرية وبخاصة الغزلان، وللطيور البرية مثل الحجل والطاووس والفزنت. بجانب ما تحتضنه طبيعتها الساحرة من «مغارة الظهر» والتي اكتشفت مؤخرا وتشكلت عبر ملايين السنين بسبب المياه الجوفية التي تذيب الصخور.
وما أن نخرج من برقش وسحر غاباتها و مغارتها، وإذا بنا نعرج على جبال عجلون، والتي طالما ألهمت المبدعين وهام بها الشعراء عشقا.. وجبال عجلون بما تمتاز به من سحر وجمال طبيعة خلاب، فإنها أيضا كانت محضن لتعاقب حضاري بسبب موقعها الجعرافي الذي جعلها بمثابة حلقة وصل بين بلاد الشام وساحل البحر المتوسط ومنطقة استراتيجية بين ارض الفرات والنيل.
تحفل مدينة عجلون بالطبيعة الجبلية المرتفعة وتضاريسها الخلابة وغطائها من الأشجار، بجانب طقسها المعتدل صيفا والبارد شتاء،.
وتمتاز عجلون بالمرتفعات الجبلية والتي يزيد البعض منها عن ارتفاع 1150م فوق مستوى سطح البحر، وتضم العديد من الوديان والهضاب ومجاري الأودية والينابيع دائمة الجريان طوال العام.
كما تضم محمية طبيعية تمتد على رقعة أرض دائرية من الغابات على مساحة 13 كم مربع، تتنوع فيها فصائل النباتات والحيوانات، وهي ايضا مرتع لمحبّي النزهات ورياضة المشي، في فصل الربيع حين تزهر المحمية بشتّى أنواع النباتات والأزهار البرية. فهذه المناطق يعشقها السائح العربي والاجنبي على حد سواء لانها تضم العديد من المواقع الأثرية التاريخية الدينية الاسلامية والمسيحية، مما دفع الفاتيكان الي اعتمادها للحج المسيحي من كافة دول العالم، كما تعد شاهدا حضاريا على عبقرية الهندسة المعمارية العسكرية لعرب العصور الوسطى عبر قلعة عجلون الشامخة على المرتفع فنادرا ما تجتمع الاثار محاطة بطبيعة خلابة وطقس جميل فالاردن تمر عليه الفصول الاربعة كل منها آخذا حقه بعناية.
وبالعودة لقلعة عجلون التي بناها عز الدين أسامة بن منقذ أحد قادة صلاح الدين الأيوبي كانت بموقع وسطي على طرق المواصلات مع دمشق و شمال سوريا، ومن يشاهدها يشعر وكأنه يعيش ازدهار الحضارة الاسلامية في العصور الوسطى.
وعلى القرب منها مساجد اثرية منها المسجد الأموي في مدينة جرش، ومسجد ريمون المنسوب للعصر الأيوبي والمملوكي.
فمسار عجلون يمتد لمسافة 80 كم، يضم أهم المواقع الأثرية.
انها سلسلة متواصلة من الجمال الحقيقي الذي ينتظر من كل واحد منا ان يتحرك قليلا بدلا من شكوى البطالة والكساد فيعمل على استغلال ما وهبه الله لنا من خيرات طبيعية فالمشاريع الترفيهية والسياحية يجب ان تملأ المكان بشرط أن تكون منسقة بما لا يضر البيئة والطبيعة فوارد السياحة في بعض بلدان العالم كان كفيلا بان يغير مسارها الاقتصادي كاملا، لذلك فإن السياحة الداخلية والخارجية يجب أن تكون في أول اهتمامات المستثمرين.
(الراي)