للإحتيال اشكال ومبررات شتى, بعضها مفهوم واغلبها غير مشروع وسبق لعالم النفس الشهير, فرويد, ان قارب هذه الظاهرة بتأويلاته المعروفة التي قدمت الانسان بوصفه كائنا محتالا يعوض القهر النفسي والكبت الجنسي المبكر بتحايلات مختلفة تأخذ الشكل العدواني تارة, وتأخذ الشكل او التصعيد المتسامي الأخلاقي, تارة ثانية ..
ومن ابرز مظاهر الاحتيال الاخرى:-
1- هوسمان او الاحتيال الحضاري, وهوسمان هو المهندس الفرنسي الذي صمم شارع ريفولي في باريس - على ما يذهب هيكل - وقد استدعاه الخديوي اسماعيل لبناء قلب القاهرة كما قلب العاصمة الفرنسية, وبدد بهذا المشروع كل ثروات مصر الناجمة آنذاك عن الحقبة القطنية المصرية لكن من دون ان يؤسس لهذه (الاهرامات العقارية) البُنية التحتية للنهضة الرأسمالية فانتهت مصر الى الكارثة والاحتلال المباشر.
2- ثقافة البو او الاحتيال السياسي, وهي على حد تعبير الكاتب مأمون فندي, حشو جلد رضيع البقرة الميت لاستغفال أمه (البقرة) كما لو ان رضيعها لا يزال على قيد الحياة, فتستمر في الحليب .. وهو ما يشبه الى حد بعيد ما يسمى بعملية السلام مع العدو الصهيوني, فالسلام او الرضيع ميت منذ الولادة ..
3- كش الحمام او الاحتيال لاصطياد المغفلين, وذلك بقيام الكشاش باطلاق أسراب من الحمام والسيطرة عليها في السماء لاجتذاب الطيور الهائمة او الضائعة من اسراب اخرى ودمجها في مجموعات الكشاش.
4- الاحتيال بالاسماء .. هو احتيال قد يكون مشروعا ومفهوما في حالات عديدة من الاسماء الحركية للسياسيين اثناء العمل السري الى الاسماء الفنية للكتاب والمبدعين والفنانين وآخر صرعاته الفنانة البريطانية زيتا جونز التي تبين انها فتاة سعودية تدعى صفيه العنزي.
5- الاحتيال التشاكلي وهو مستمد من تشكل اللؤلؤ الصناعي.
زرع صناعي لاجسام غريبة في محارات طبيعية واعادتها الى قاع البحار, حيث تُعيد المحارة تشكيل نفسها بالكامل مع هذه الاجسام. وسبق للفيلسوف الألماني شنبغلر ان أسس نظريته حول التشكال الحضاري انطلاقا من هذه الفلسفة البحرية.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)