ما زال حديث البعض ما جاء من مفاجئات في كأس العالم 2022 في قطر، وما قدمته المنتخبات العربية، وتحديداً المنتخب المغربي والنتائج التي حققها.

هذا ليس مقالاً رياضياً، وانما اندهاشاً سجلته في إحدى المؤسسات الحكومية، عندما اتجهت لها لإتمام معاملة براءة ذمة، لما قدمته من خدمات وتغيرات في تعامل العاملين في المؤسسات الحكومية وسطرت عكس ما يتداوله الأردنيين من تذمر والشكوى لسوء الخدمة والمعاملة داخل الدوائر الحكومية.

وكعادة أي مواطن أردني، عندما يذهب لأي مؤسسة حكومية يتصبب في ذهنه حجم المعاناة التي سيعانيها داخل المؤسسة الحكومية لإتمام معاملته "هاي واذا خلصت بيوم واحد"، لكن في مديرية ضريبة الدخل والمبيعات في محافظة إربد، كان الأمر مختلفاً، ويبدو وكأنها هدفها الرئيسي خدمة المواطن وإرضائه، لا جيبه.

في الأسبوع الماضي من تاريخه، كانت لي معاملة في مؤسسة ضريبة الدخل والمبيعات بمحافظة إربد، وهي من المعاملات التي تحتاج وقتاً لإتمامها، لكن الإدارة الذكية والمميزة في هذه المديرية، والذي يتمتع بها مديرها حسين الحوراني، إضافة إلى الكادر الوظيفي "لم تختفي منه البسمة خلال تواجدي"، شكلا نموذجاً في العمل الحكومي ترفع له القبعات، وتستحق لقب المؤسسة المميزة غراراً على لقب الموظف المميز.

عند دخولي مبنى الدائرة استقبلني موظف المؤسسة، (الكاونتر) فكانت حفاوته في الاستقبال ولهفه إلى أن يقدم الخدمة المميزة لي مسبوقة "بالنسبة لي ولأي مواطن أردني" كنت متعجباً من هذا الرقي في التعامل حتى إنني بقيت منذهلاً لما رأيته في الداخل ونسيت أن أتعرف على اسمه.

في الوهلة الأولى خطر لي، بأنني سعيد الحظ بأن يتم اختياري من بين كل المراجعين ليتم التعامل معه بهذا الأسلوب، إلا إنني وبعد أنّ أنهيت عملي جلست في مقاعد الانتظار، وأراقب العمل وما وجدته بأن جميع المراجعين يدخلون يائسون ويخرجون مبتسمون.

كافة الكوادر داخل هذه المؤسسة، يميناً وشمالاً، يتهافتون لإرضاء المواطنين والمراجعين، يتسارعون أيهما يقدم الخدمة قبل زميله، تلك المشاهد لا يمكن أنّ تراها حتى في الدول المتقدمة.

لست ممن يمدحون أو يمجدون مسؤولين على كراسيهم، لكن هذه المؤسسة "مديرية ضريبة الدخل والمبيعات في إربد" وما رأيته بأم عيني، دعتني لأن اصيغ كلماتي هذه، لأقدم جزيل الشكر والعرفان لمديرها ولفريق عملها، "أدهشني كما أدهشنا المنتخب المغربي وقائده الركراكي في بطولة كأس العالم2022".

فيجب على الجهات المختصة في البلاد، الالتفاف لهذه المديرية، وتحفيز كوادرها، ليكون ذلك دافعاً لمؤسسات المملكة الأخرى أخذ ذلك بعين الاعتبار، وأنّ يكون كافة موظفين الدولة على غرار هذه المديرية.