يجد النواب قديمهم وحديثهم في المجلس فرصة تاريخية في مناقشة كل موازنة من الموازنات، تمتد إلى أيام تنتهي مهما علا كلام النواب وقوة خطاباتهم وبلاغة لغتهم وتعبيراتهم ودهشتهم من أرقام يصعب تحليلها إلا للمختصين في الموازنات ولغة الأرقام.. وأمام كل ذلك وأمام شاشات التلفزيون وكاميرات بث الفضائيات ينادى على النواب وتنتهي المناقشة بالموافقة، ولا سبيل غير ذلك .
وزير المالية الدكتور محمد العسعس وهو الخبير في جذب الاستثمار مع برنامجي المعونة الأمريكي والأوروبي والمستشار الاستراتيجي، وأستاذ الاقتصاد في الجامعة الأمريكية في القاهرة ووزير الاقتصاد والتخطيط والتعاون الدولي السابق، وقبل هذا وذلك هو الحاصل على المركز الأول في دراسته في البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في التنمية الاقتصادية والأسواق المالية وبمنح كاملة من جامعة هارفرد.
الوزير العسعس قدم خطاباً طويلاً للموازنة أمام النواب، ذكر فيه أن اقتصادنا الأردني يمضي بخطوات نحو التعافي رغم كل التحديات التي تحيط بنا وبالمنطقة، ورغم ألم الناس ومعاناتهم وأن معدل البطالة رغم انخفاضه لكنه ما زال يقلقنا، وان الاحتياطات الأجنبية قوية مما يعكس قوة الدينار، وأن الحفاظ على الاستقرار النقدي يعزز ثقة المؤسسات الائتمانية باقتصادنا .
العسعس أكد أنه لن يكون هناك أي مساس بأسعار الخبز، ورغم أن الضرائب والاستمرار بها مضر بالاقتصاد والمواطن، وأن التضخم في الأردن أقل عالمياً مما يعكس نجاح الاجراءات والسياسات المالية، وتحدث عن المديونية وأشياء أخرى..
والكل يعرف أن الموازنة تحتاج إلى تحليل معمق وبحث في الأرقام التي يعرف أصحابها كيف يديرونها، ويحتاج النواب إلى تفسير مدهش لفهمها وقد تبقى صعبة الفهم عليهم.
النواب أمام تحدٍ لإقرار الموازنة، لكنها ستقر عاجلاً أم أجلاً..
ونرجو الله أن يوفق المجلس في اختصار أيام المناقشة إلى أقرب وقت ممكن، واستثمار الوقت في مراقبة الحكومة ومعاتبتها على أقل تقدير!.