الأحزاب بين الواقع والطموح
وسيم الخوالدة
09-01-2023 04:51 PM
إن المتابع لتاريخ الاحزاب الاردنية منذ استقلال الاردن مرورا بدستور عام 1952 بعهد الملك طلال يلاحظ ان الاحزاب الاردنية مرت بعدة مراحل متعددة بين قوة وضعف وفتور وهمة
ان واقع الاحزاب الان في الاردن وبالرغم من توجه الدولة نحو تمكين الاحزاب للوصول إلى حكومات حزبية تدير شؤون البلاد والعباد حسب رؤية جلالة الملك عبداللة الثاني ابن الحسين التي طرحها في اكثر من وقت ومناسبة. الا ان هذه الاحزاب لا تزال بدون رؤية واضحة وبرامج حقيقية تمكنها من تشكيل حكومات برلمانية تساعد في الوصول بالأردن الى مصاف الدول المتقدمة.
فقد بدت عورة هذه الاحزاب جميعها وفشلت النماذج الحزبية سواء اليسار او اليمين في ازمة الاردن الاخيرة فلم نراها تقدم لنا حلولا عملية او مبادرة قابلة للتطبيق وللاسف لم نر لها اي موقف واختارت الصمت المطبق وكأن الدم قد تجمد في عروقها ودخلت في سبات عميق
وبقيت على ذلك حتى بادر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بزيارة المصابين والتواصل مع فئات المجتمع كافة مما كان له أكبر الاثر في التخفيف من المصاب الجلل الذي لحق بالاردن ثم اتخذ القرار بتجميد الزيادة على أسعار المحروقات ووقف بجانب المواطن
ان الفارق بين الايراد العام بالرغم من الوعاء الضريبي المرتفع، والانفاق العام، حوالي ملياري دينار علما ان %70 من الانفاق هي رواتب واجور والحكومة تستدين لتغطية العجز
إن المواطن العادي ينتظر من هذه الاحزاب ان تعطيه برامج وحلول واقعية للحد من ذلك العجز الذي ينعكس على المواطن بشكل مباشر
نعم نؤيد ونريد حياة حزبية في الاردن ولكن نريدها برائحة وطعم الاردن ونريد احزاب لها تأثير وقبول في المجتمع، فصورة الملفع والعصبة والمدرقة الاردنية على ام الشهيد كانت اكبر اثرا وتاثيرا من احزابهم وبرامجهم جميعا
المجد والخلود لشهدائنا على ثرى الاردن الطاهر
حفظ الله الاردن وحفظ جنوده وحدوده وحفظ قيادته الهاشمية