عمون- صوت النملة ليس له اسم محدد في اللغة العربية. ومع ذلك، تم استخدام مصطلح "الدبيب" في بعض المصادر لوصف صوت النمل، ولكن هذا المصطلح يشير عمومًا إلى حركة أي كائن على الأرض وليس صوت النمل بشكل حصري.

كان العلماء يعتقدون منذ فترة طويلة أن النمل يتواصل مع بعضهم البعض عن طريق إفراز مواد كيميائية تسمى الفرمونات، ويستقبلونها كإشارات عن طريق أعضاء حواسهم. وتستخدم الفرمونات للتواصل بين نمل المستعمرة وتمييزها عن النمل الآخر، وأيضًا للتمييز بين اليرقة والنمل في طور الانتقال والنمل المكتمل النمو.

ومع ذلك، تم اكتشاف أن النمل المكتمل النمو لبعض الأنواع يمكنه إصدار أصوات عن طريق نتوء موجود على بطونهم. يستخدمون هذا النتوء لضرب إحدى أرجلهم الخلفية وإصدار صوت يشبه صوت سحب الأسنان على حافة الطاولة. يقومون بذلك للإشارة عندما يكونون في خطر، مثل نملة الميرميكا.

وهناك العديد من أنواع النمل تصدر أصواتًا عالية نسبيًا عن طريق عملية تسمى "الصرير". تتمثل هذه العملية في فرك جزئين متخصصين موجودين في بطونهم.

يتمتع صغار النمل مثل اليرقات والنمل في طور الانتقال بهياكل رقيقة تشير إلى عدم اكتمال النتوء على بطونهم، وبالتالي لا يمكنهم إصدار هذا الصوت. أما النمل المكتمل النمو فيتمتع بنتوء مكتمل، مما يتيح له إصدار هذا الصوت.

كان الاعتقاد السائد في السابق أن النمل لا يستطيع إصدار هذا الصوت ما لم يكتمل تشكله كحشرة كاملة. ومع ذلك، يمكن للنمل التواصل عن طريق لمس بعضهم البعض باستخدام قرون الاستشعار أو الأرجل الأمامية.

النمل لا يستجيب للأصوات بالمقياس البشري، ولكنه يتواصل من خلال صوت الصرير الذي ينتج عن احتكاك النتوءات الموجودة في أجسامهم. هذا الصوت هادئ، ولكنه ينتشر داخل المستعمرة. يمكن للنمل سماع صوت نملة واحدة بوضوح إذا كانت ضمن مدى الترددات التي يمكن سماعها، والتي تقدر بحوالي 1 كيلوهرتز. يُعتقد أن النمل لا يستطيع سماع أي صوت ينتقل عبر الهواء ضمن نطاق الترددات البشرية. وعلى هذا الأساس، يمكن للنمل استشعار صوت الصرير عن طريق نقله عبر التربة أو أي جسم صلب.

التفسير الأكثر احتمالًا هو أن الصوت ينتقل عن طريق النطاق القريب، وهو يشير إلى نقل الصوت في منطقة قريبة من مصدر الصوت الصغير مثل حجم النملة. وبالتالي، يتغير خصائص الصوت بشكل مفاجئ قبل نقله إلى النطاق البعيد. وعادةً ما يكون حجم النملة بضعة مليمترات، وبالتالي يكون النطاق القريب لها بحدود 20 سم بشكل دائري. وهذا يعتبر محيطًا واسعًا بما فيه الكفاية للصوت ليصل إلى النمل المجاور.

يُعتقد أن النمل يستقبل الأصوات المنقولة عبر الهواء من خلال قرون الاستشعار مثل الحشرات الأخرى. وذلك عن طريق استشعار الفروق النسبية في إزاحة الصوت بين طرفي المستشعرات، حيث يمكن التقاط صوت الصرير ضمن النطاق القريب نظرًا لتغير الإزاحة بسرعة مع تغيير المسافة. ومن الممكن ألا يتمكن النمل من استقبال الصوت في النطاق البعيد، حيث يتغير الإزاحة بشكل تدريجي. وهذا يفسر السبب الذي يجعل النملة قادرة على استقبال صوت النمل القريب منها ولكنها لا تستطيع استقبال صوت الإنسان البعيد عنها، وهذا يحمي النمل من الضوضاء التي يمكن أن يتعرض لها من البشر أو الطبيعة.