من لسوريا الشعب والأرض والدولة؟
د. عاكف الزعبي
07-01-2023 09:42 PM
واحد من أسوأ نتائج الفوضى الأمريكية الخلاقة في المنطقة هو ما آل اليه الوضع في الشقيقة سوريا. وهي وحدها اليوم استثناء بين الدول العربية التي ضربتها الفوضى الخلاقة تكاد تغيب عن الذكر على الساحة الدولية والإقليمية بما فيها الدول العربية، متروكة لاحتلالين أمريكي وتركي، ولحصارين أمريكي وغربي، وتسليم عربي بذلك بينما يعاني شعبها مرارات العيش من نقص الوقود وانقطاع الكهرباء وارتفاع فاحش في الأسعار وتراجع كبير في في عجلة الاقتصاد.
لا يعقل وغير مقبول أن تقيم دول عربية علاقات مع دولة الاحتلال وتسعى دول أخرى لإقامة علاقات معها بينما تستمر في قطع علاقاتها مع سوريا. واذا كانت الحجة لذلك الخصومة مع الحكم فسوريا ليست نظاماً وحسب فهي قبل ذلك شعب وأرض ودولة، واذا كانت ايران هي الحجة فهي حجة واهية تكذبها اليوم محاولات الدول العربية لاخراج العراق من الهيمنة الايرانية بعد أن وقع الفأس الايراني في الرأس العراقي، بينما من باب أولى فك رأس سوريا من الفأس الايراني قبل أن يتعمق فيه.
وضع حد للتدخل الأمريكي والإيراني في سوريا يكون بالإقتراب منها عربياً. وكلما كان الاقتراب أسرع كانت النتائج أفضل وأدعى ربما لاقتراب الأمل بفتح حوار عربي إيراني يوقف تدخل إيران في الدول العربية ، وقد يكون لسوريا دور خاص في تحقيق ذلك ، خاصة وأن الحوار بين السعودية وإيران ما يزال مستمراً وكانت آخر جولاته التي عقدت في الأردن قبل مدة قريبة مفيدة كما صرحت المصادر ذات العلاقة حيث تم الاتفاق على عقد جولة جديدة خلال فترة قريبة.
على الجامعة العربية إعادة سوريا لمقعدها في الجامعة . وعلى الدول العربية عقد قمة عربية خاصة بسوريا لتقديم العون العاجل للشعب السوري الشقيق والدولة السورية. نفط مجاني لسنة او لسنتين ، ودعم لاحتياطاتها من النقد الأجنبي بما يحرك النقل والكهرباء وتوفير الدواء ويديرعجلة الاقتصاد ويضع حداً لما تبقى من أثر للفوضى الخلاقة التي لولا الموقف الروسي المشرف لكانت سوريا اليوم تعج بعشرات المنظمات الداعشيه التي تعيث خراباً ودماراً في سوريا والمنطقة العربية.
اذا كان يصعب على البعض من دولنا العربية أو عليها جميعاً وقف أو حتى تجميد العلاقات مع حكومة نتنياهو الفاشيه ، فإن إعادة العلاقات مع سوريا ودعمها اقتصادياً وفك الحصار العربي عنها سوف يكون رداً قوياً يمكن الانطلاق منه لموقف عربي متدرج صعوداً لمواجهة عتاة الصهاينه المتعصبين من قادة الأحزاب الدينيه الشوفينيه الذين يقودهم نتنياهو.