تحتاج العين لفترة ليست وجيزةً للانتقال من الرؤية الواضحة نهاراً للرؤيةِ الواضحةِ حين دخول الإنسان مكاناً فيه إظلام، مثلاً، حين تقود سيارتك نحو أحد الأنفاق المرورية المنتشرة في العاصمة عمان، تلك الأنفاق تتسم بإضاءةٍ لا توازي النهار الذي تعودت عليه العين و لأن معظم السائقين يقودون بسرعة فانتقال النظر من نهاري إلى إعتام يأخذ وقتاً أطول، ولو لثوانٍ قليلة ليتعود على الإعتام مع السرعة لن يكون هناك من مانعٍ لحدوث الحوادث الناتجة عن قلة وضوح الرؤية، ربما هذا ما حدث في نفق صويلح أمس، هذا النفق المعتم الخطير.
في الأسس الصحيحة يجب أن تُضاء الأنفاق نهاراً وليلاً بنفس قدرة الإضاءة الطبيعية ليتمكن السائق من رؤيةٍ واضحة، عندنا بعض الأنفاق لا تتمتع بهذه الإضاءة بل يزيدها إعتاماً كثرة السواد على جدرانها و فواصلها الاسمنتية، لو توقفت سيارةٌ لسببٍ ما داخل النفق سيكون صعباً ملاحظتها في ظروف الإعتام، والأدهى هو وجود مشاة داخل الأنفاق! وهذه دعوةٌ بل توسل للجهات المختصة للنظر في الأنفاق كلها من نواحي الإضاءة والإعتام والعواكس المرورية والخطوط الأرضية وتعديلها للأفضل.
ونذكر بما أننا في الحدث المروري أن تسوية أجزاء من شارع المطار لم يرافقها تخطيط المسارب فأصبح الشارع الواسع ساحةً عريضةً تسيح فيه السيارات كلٌ كيف يريد.
ثم نشكو من الحوادث! السائق المتهور، وهم الأغلبية، وتراجع النوعية في تخطيط الشارع، وهو السائد، يضعان العبء على الأمن العام والدفاع المدني، وهذا مُجافٍ للعدل، ماذا يفعل الشرطي في خصم سيلٍ من المخالفين غير لملمة الحادث مع الدفاع المدني؟ ونعم، نرحب بالكاميرات المراقبة للمخالفات لكنها تغدو هي التالية ظالمةً مثل السائق المتهور والشارع المتدهور عندما لا تُهيئُ الشوارع والأنفاق و المسارب والعلامات المرورية كما يليق وينبغي.
الظاهر الآن أن الحبل على الغارب في المظهر المروري الذي لن يصلح بنشر الكاميرات فقط بل بزيادة الظهور الأمني وبإصلاح الشارع و الجسر والنفق، الواقع يقول إن قطاع المرور فيه من الفوضى ما يطالب المسؤول إعطاءه الأولوية فالحرام هو فقد الأرواح كل يوم في الحوادث التي كان يمكن منع وقوعها.