في هذا اليوم سيتجه مئات الآلاف من المواطنين الأردنيين إلى صناديق الاقتراع للمساهمة في انتخاب مجلس النواب السادس عشر ، في حلقة جديدة من حلقات الأمل في بناء ديمقراطية أردنية مستقرة وحديثة قابلة للاستجابة لتطلعات الشعب الأردني في القرن الحادي والعشرين. سوف تتباين مواقف الناس في هذا اليوم ، حيث أن عددا كبيرا سوف ينشط للمشاركة في الانتخاب وتقديم الدعم لمرشح العائلة أو الصديق أو الشخص الذين يؤمنون بأنه المناسب ليلعب دور المشرع والرقيب في قبة البرلمان. نسبة أخرى من المواطنين سوف تشارك بتثاقل لإرضاء طلبات ملحة وتخجيل من قبل أقرباء وأصدقاء ، ونسبة أخرى سوف تنتخب إرضاء لحوافز سريعة وفورية من قبل بعض المرشحين ، ولكن الفئة التي سوف تساهم حقيقة في دعم أي تغيير نحو ممارسة ديمقراطية حقيقية هي تلك الفئة الواعية والتي تحمل الكثير من الطموحات والهموم والآمال والتي سوف تنتخب بشكل مستقل وتعطي صوتها بأمانة إلى الشخص الذي تعتقد بأنه الأفضل لتمثيل الشعب الأردني ، وذلك ضمن الخيارات المتاحة للناخبين في الدوائر الانتخابية وفي سياق حدود الصوت الواحد.
هذا الخيار ليس سهلا للناخبين المسكونين بهاجس التغيير الحقيقي والذين يمتلكون المناعة المطلوبة من طغيان الشعارات والعلاقات الاجتماعية والمال السياسي واي ناخب يحترم صوته سوف يفكر مئات المرات قبل التوجه إلى صندوق الاقتراع. يجب أن نركز اليوم على أن حق الانتخاب هو حق دستوري للمواطن ومن الأفضل استثماره بالطريقة الصحيحة. المشكلة الرئيسية هي أن الخيارات محدودة وتعتمد على ما هو معروض من مرشحين.
الكثير من الناخبين يواجهون هذه الحالة من الحيرة ، وربما يكون الحل الأسهل في عدم المشاركة ولكن يمكن أيضا اختيار المرشح الأكثر قدرة على التطور ليصبح نائبا حقيقيا. بالطبع فإن النائب السابق الذي تمت تجربته ولم يحقق شيئا ليس مقنعا ، والمرشح الذي يعرف عنه الناس عدم اهتمامه بالعمل العام وتركيزه على المصالح الخاصة من الصعب أن يمثل المواطنين ولهذا فإن الخيار الأفضل قد يكون في المعايير الشخصية لاختيار المرشح الافضل منها نظافة اليد وبالإضافة إليها وجود الطاقة الكامنة للتطور في المستقبل.
لا بد من النظر إلى الصورة الكبيرة والتعامل مع مجلس النواب لا كمجموعة من الأفراد مشتتي الانتباه والتركيز ومتناقضي الخيارات بل كمؤسسة دستورية ديمقراطية يجب الحفاظ على الحد الأدنى من استقلاليتها وقدرتها على التأثير.
التحدي الأول اليوم هو في التحرك نحو صندوق الاقتراع والتحدي الثاني في اختيار أفضل المتاح في الدائرة الانتخابية وذلك وفق معادلة توازن بين الناخب وضميره الحاضر ، بعيدا عن كافة الضغوطات الاجتماعية والإعلامية والسياسية والاقتصادية ، فهل نحقق ذلك؟.
batirw@yahoo.com
(الدستور)