تستغرق عملية الاقتراع في الانتخابات النيابية 10 دقائق لا أكثر، فالمطلوب من المواطن المقترع هو كتابة اسم مرشح واحد قرر اختياره على ورقة الاقتراع، ثم زجّها في «صندوق الضمير الوطني» ! وقد قدمت الحكومة للمواطنين 24 ساعة من اجل ممارسة هذا الواجب والحق وإن من النزاهة والخلق والعدل أن يؤدي المرء واجبه كاملا ما دام سيتمتع بالعطلة المكرسة والمخصصة للانتخابات النيابية.
وأنا هنا لا أتحدث عن الذين قررت قيادات أحزابهم عنهم، مقاطعة الانتخابات فهذا شانهم وهذه أرادتهم الحرة، لكن إخواننا المقاطعين سيتعرضون إلى حرج وعنت شديدين. فهم عمليا يحجبون أصواتهم عن الكثير من المرشحين الجادين المحترمين الأمناء الأقوياء الذين يجدر دعمهم وعدم تركهم يعانون من اجلنا، والمقاطعون يتفرجون عليهم. علاوة على ذلك فللمواطنين الذين قررت قيادات أحزابهم مقاطعة الاقتراع، علاقات وصداقات ثمينة بين المرشحين من غير الطيب خذلانهم والاعراض عنهم وعدم تلبية نداء الصداقة وحقها وواجبها. وكذلك فللمواطنين الذين قررت قيادات أحزابهم المقاطعة أقارب من درجات دانية كالأبناء والأباء والأمهات والأشقاء والشقيقات وأولاد العمومة والأصهار والأنسباء والمحارم الذين يتوجب صلتها ولا يجوز قطعها إلا إذا كان المرشح فاسدا أو مرتشيا أو مشبوها بتغليب مصالحه الخاصة على مصالح الوطن. إن النكوص والتخلف عن أداء الواجبات وعن صلة الأرحام وعن أداء حقوق الصداقات الواجبة في الملمات تحديدا (الصديق وقت الضيق)، سيترك آثارا سلبية بين الأقربين، وسيسبب جفاء كان المقاطعون في غنى عنه، لو أن قيادات أحزابهم تنبهت لهذه المخرجات الضارة. نعرف أن الذين قرروا المقاطعة ليسوا على رأي واحد، ونعرف أن الذين يسري عليهم قرار بالمقاطعة وان عليهم الانصياع له ليسوا على قلب واحد والكل يعرف أن المقاطعة فعل سلبي وان المشاركة فعل ايجابي.وقد جرّب الناس المشاركة والمقاطعة وخبروا أن المقاطعة لن تعيق تدفق السيل الهادر الجارف وان الأردن كله سيكون مشغولا ومنهمكا بالانتخابات النيابية بحماسة وشهية وفرح. ونتوجه بالتحية إلى كل المرشحين الذين ملكوا الشجاعة والجرأة والدافع الوطني لخوض الانتخابات مع ما فيها من مشقة وجهود وأكلاف، ونشد على أيدي أعضاء حملاتهم الانتخابية الذين كانوا ملح الانتخابات وسكّرها. ونتوجه بالتحية إلى المواطن الواعي الذي يتوجه إلى صناديق الاقتراع بمسؤولية وإحساس بالواجب لينتخب الكفؤ الأمين العفيف النظيف. ونتوجه بالتحية إلى كافة الأجهزة الأمنية الذين عليهم أعباء هائلة وجسيمة لنتمكن من ممارسة حقنا وواجبنا ، ونتوجه إلى كوادر وزارة الداخلية الذين انهمكوا على مدى شهور طويلة بالإعداد والتهيئة والتنظيم.ونحيي المعلمين الذين يشكلون عمود الارتكاز لهذا الطود الوطني، ونحيي القضاة الذين يعطون للانتخابات لونا وطعما وشكلا مختلفا ناصعا بهيا. ونتوجه إلى دولة الرئيس الذي وعد فصدق ووفى ولبى رغبة وتوجيهات جلالة الملك في انتخابات نفتخر بها وتكون لنا لا علينا. ونقول لسيد البلاد، كل عام وانتم بخير، وكل التهاني والتبريكات.
assem.alabed@gmail.com
(الرأي)