بدايات دائمة ولن تكون الاخيرة، اقتحام اليميني المتطرف (بن غفير) الوزير المتطرف للأمن الداخلي في حكومة نتنياهو الجديدة للمسجد الاقصى في خطوة ليست بالجديدة للاستفزاز ملايين المسلمين والعرب وتحدي المجتمع الدولي ودعايتهم بتوزيع الادوار كانت واضحة من خلال تسريب ان نتنياهو انه قام بمنع بن غفير من هذه الخطوة، ولكن الاخر رفض .

هذه حكومة بن غفير وليست حكومة نتنياهو كما اعلن، وهي من شروط اليمين المتطرف للرجوع نتنياهو من اجل الهروب من المحاكمة ودخوله السجن لا شك وبكل أسف نعم، وهذا ما ستعانيه بالايام القادمة العرب والمسلمين لان هذه الحكومة التي جمعت كل كبار اليمين المتطرف في الحكومة الاسرائيلية الجديدة .

البيت الابيض أعلن ان مستشار الامن القومي سوليفان سيزور اسرائيل هذا الشهر والرئيس بايدن أعطى وصف لنتنياهو قبل ايام بأنه صديقه منذ عقود وبأنه ملتزم بحل الدولتين، ماذا ينتظر العرب من بايدن وما هي رسالته لاسرائيل التي ستكون بجعبة المستشار للامن القومي، وماذا ستكون الاجابات اذا كانت القرارات تصدر من بن غفير؟ .

واضافة الى هذا السيناريو لا زال العرب والفلسطينين ينتظرون نتائج الاستشارة القانونية من محكمة العدل العليا حول شرعية الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والتغيير التي قامت به في القدس وهذا قرار صدر عن الامم المتحدة الذي اعتبره البعض بأنه صفعة جديدة لاسرائيل وكان شهر ديسمبر الماضي هو الأسوأ لهم حيث شهدت المنظمة الدولية قرارات كانت لصالح فلسطين منها تمديد وكالة الغوث وعدم قانونية المستوطنات وهو كان مطروح للتصويت من 11 نوفمبر ووصف القرار نتنياهو بانه الحقير .

إن ما تقوم به اسرائيل يضيف هذه الممارسات الى مئات الممارسات التي ستكون لصالح الفلسطنيين والتي تكون نتيجتها ومسماها جرائم حرب وخاصة مع اعلان بعض المنظمات وحركات السلام الاسرائيلية وتعاونها مع المحكمة لتزويدها بأدلة وبيانات لهذه الجرائم.

ولعلنا نتذكر هنا كره بن غوريون للعرب عندما وقف اثناء مناقشة الكنيست لمشروع تعديل بقانون العودة وكان يهاجم النواب العرب فقال: أنا لا أتحدث معكم أيها الأعداء أيها المعادون للصهيونية والمناصرون للارهاب، وأضاف كان خطأ بن غوريون انه لم يكمل ما بدأه ولم يرمِكم خارج البلد في 1948م، نعم هذه هي واحدة من السياسات المستفزة وهذا ليس استثنائياً اذا سبق لشخصيات اسرائيلية دينية وسياسية اطلاق العبارات ضد العرب مثل الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس اليمين المتطرف فقد تميز بتصريحاته العنصرية منها دعوته في عام 2001م، لابادة العرب بالصواريخ وآخر رأى ان العرب يشبهون الافاعي والثعابين حسب رأيه وهو من مواليد العراق وهاجر الى اسرائيل بعد قيام الدولة وحين سُئل عن ابرام السلام مع العرب قال : كيف يمكنك ابرام سلام مع ثعبان وشبه الاغيار (غير اليهود) وجودهم ليخدمو بني اسرائيل يحرثوا ويحصدوا وان العرب اشرار وان الله ندم على خلق اولاد اسماعيل (آب 2000)، وفي عام 2009 قال عن المسلمين بأنهم اغبياء ودينهم بشع كوجوهم .

لا شك بأن هناك الكثير ممن حملوا العنوان العنصري والاستفزازي ولا يختلف بن غفير في عنصريته عن غيره وقد يكون هناك العناصر المخفية اقوى من المعلنة لنا اعلامياً ولا زال الفلسطنيين منذ تأسيس اسرائيل يعانون من السياسات الاستفزازية والعنصرية سواء كانوا يمينا او يسارا وبن غفير هو الوجه الحقيقي لاسرائيل وهذا ما افرزته الانتخابات الاخيرة .

الحديث يطول، ولا زالت المنظومة الدولية والمجتمع الدولي ضعيف القرار اتجاه الشعب الفلسطيني من قرارات إنسانية، وضعيف دينيا إتجاه الاماكن المقدسة والدفاع عنها، ولا زلنا نفتقد القرار الذي يقنعنا بأن هناك قوى كبرى ستحمي قضيتهم العادلة .