facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تفسدوا القهوة


السفير الدكتور موفق العجلوني
05-01-2023 11:55 AM

أنا المحبوبة السـمرا ** وأجلى في الفناجيـــــن
وعود الهند لي عطــر ** وذكري شاع في الصين

قصة قرأتها فأعجبتني، فآحببت ان أشارك أعزائي القراء بها، وانا متأكد كل من سيقرأ هذه القصة سيراجع نفسه قبل وبعد شرب القهوة.

ومن محبتي للقهوة بمختلف مذاقها، أحببت ان يقرأها ويسمعها كل محبي القهوة ليعملوا جميعا على المحافظة على رائحتها وعبقها وطعمها وعلى تذوقها وعلى الدروس والعبر المأخوذة من القهوة ودلالاتها واسقاطاتها ومعانيها، وان نستمتع بالقهوة بغض النظر عن فناجينها، فالفناجين مهما كان ثمنها او قيمتها فالقيمة بالقهوة التي نتذوقها، فلا تفسدوا القهوة ...!.

تقول القصة:
اعتاد أستاذ جامعي بعد أن أُحيل إلى التقاعد أن يدعو كل فترة دفعة من طلابه الخريجين. وبعد أن التقى الخريجون في منزل أستاذهم العجوز. بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة، وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب، وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي، وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر. (كم نتآفف دائماً في تجمعاتنا ولقاءتنا ومناسباتنا في حلوها ومرها .

غاب الأستاذ عنهم قليلاً ثم عاد يحمل ابريقاً كبيراً من القهوة ومعه فناجين من كل شكل ولون:

• فناجين صينية فاخرة
• فناجين ميلامين
• فناجين زجاجية عادية
• فناجين بلاستيك
• فناجين كريستال
• بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.

قال الأستاذ لطلابه : تفضلوا، وليسكبْ كل واحد منكم لنفسه القهوة.

وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكاً بكوب تكلم الأستاذ مجدداً :

هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم؟، وأنكم تجنّبتم الأكواب العادية؟ من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر، ما كنتم بحاجة إليه فعلاً هو القهوة وليس الكوب، ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة، وبعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين، فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب، وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة ونوعية الحياة، (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير وعندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة ، وبالتالي أنصحكم بعدم الإهتمام بالأكواب والفناجين وبدل ذلك أنصحكم :

استمتعوا بالقهوة ...!!!

من هنا علينا ان نأخذ الدروس والعبر التالية وان نستمتع بالقهوة: " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. صدق الله العظيم:

الدرس الأول :

النظر إلى ما في أيدي الآخرين يفسد علينا متعة الاستمتاع بما في أيدينا إذا رأيتَ في يد شخص شيئاً أجمل مما في يدك فلعلّه تعويض عن شيء حُرم منه، البيوت أسرار والناس صناديق مُغلقة.

الدرس الثاني :

مشكلة الناس في هذا الزمان أن معيار الحرمان عندهم هو المال فمن كان له مال فهو ذو حظ عظيم ومن ليس له مال فيستحق الشفقة. دعوني لا أكون مثاليا المال عجلة الحياة ولكنه ليس الحياة ، صحيح أنه يتيح لك أن تعيش تعاستك برفاهية ولكنه لا يكفي وحده ليجعلك تعيش أجمل ما في الحياة هي تلك الأشياء التي ليس لها ثمن ويقف المال أمامها فقيراً عاجزاً لا يستطيع شراءها:

حنان امرأة تحبكَ
وحضن رجل يحبكِ
أصدقاء مخلصون
أولاد أذكياء وأصحاء
دعوة أم عند الصباح
رغيف من حلال
بيت من سِتر وحب
هذه الأشياء هي الحياة
والمال لا يستطيع شراءها

الدرس الثالث:

إننا نهتم بالوسائل ونهمل الغايات هكذا هم البشر هذا الزمن:

• يهتمون بالوسائد أكثر مما يهتمون بالنوم
• يهتمون بالمستشفيات أكثر مما يهتمون بالصحة
• يهتمون بالمدارس أكثر مما يهتمون بالتعليم
• يهتمون برجال الدين أكثر مما يهتمون بالدين
• يهتمون بوسائل الإتصال أكثر مما يهتمون بالتواصل

واختم حديثي بقول لسيدة كويتية فاضلة : "الله الله ، تبارك الرحمن ...الله ريحة القهوة تشعرني انني ما زلت على قيد الحياة "، فاذا كانت رائحة القهوة لها هذه القوة المعنوية، فما بالكم بشربها والتمتع بمذاقها .!

فتمتعوا بشرب القهوة.

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
ajlounifamily@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :