زيارة دولة الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء والوفد المرافق ، لمملكة البحرين الشقيقة جاءت تلبية لدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين للمشاركة في الاجتماع الخامس للجنة العليا المشتركة البحرينية الأردنية ، حيث نتطلع باستمرار ان تحمل هذه الزيارات في مضمونها الخطط والاستراتيجيات التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين ، من خلال مذكرات التفاهم والاتفاقيات المشتركة ، فالبلدين الشقيقين يرتبطان باتفاقيات عديدة ، وضمن المجالات التعليمية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والشؤون الصحية والعلاج والرياضة والنقل الجوي والبري والتعاون العسكري والشرطي والجمارك ، والشؤون الاجتماعية والأسواق المالية والمصرفية وشركات الاتصال وخدمات البنوك وخدمة الانترنت والعلاقات الثقافية والفنية والسياحية وخطوط الطيران وغيرها.

لقد شكلت هذه العلاقات أساساً مهماً أسهم في بلورة فهم عربي أشمل بجهود قيادة البلدين وحكمتهم في التعامل مع المتغيرات ، حيث ان تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين تقدم تفسيرات عميقة للعلاقات الاستراتيجية والأخوية التي أرسى قواعدها ورعى أسس تطويرها عاهلي المملكتين منذ عهد الملكين الراحلين الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة والملك حسين بن طلال، عبر رؤية استشرافية لأهمية العلاقات البحرينية الأردنية خليجيا وعربيا ودوليا.

ان العلاقة البحرينية الأردنية لم تكن يوماً إلا عنواناً للمحبة على المستويين الرسمي والشعبي ، بل أن المملكتين الشقيقتين تجمعهما علاقات أخوية وطيدة ، حيث تسعى قيادتا البلدين لتطويرها باستمرار وعلى كافة الصعد السياسية منها والاقتصادية والثقافية وغيرها من الجوانب التعليمية والصحية والأمنية حيث بلغت العلاقات الأردنية - البحرينية مستوىً نموذجيا من التكامل الاستراتيجي على مختلف الأصعدة ، ومن التعاون البناء بمستوياته المختلفة، والذي تجسد خلال السنوات الماضية بصورة لافتة باتفاقيات تعاون مشتركة وبمشاريع استثمارية وتبادل للخبرات في كافة المجالات وانفتاح مملكة البحرين بفعالية كبيرة على العمالة الأردنية وكوادرها ذات السمعة الطيبة خليجيا وعربيا، واستقبال الجامعات الأردنية لمئات الطلاب والزوار البحرينيين سنويا ، اضافة للتبادل الثقافي المميز وغيرها من آفاق التلاقي والتعاون البناء بين البلدين.

أن العلاقات بين البحرين والأردن تشهد تطوراً ملحوظاً ونمواً مستمراً وذلك بفضل المتابعة الحثيثة والاهتمام الخاص الذي توليه حكومتي البلدين ، حيث ان العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين ليست وليدة مصالح عابرة أو حسابات وقتية ، وإنما تستمد قوتها من الإيمان الصادق والرؤية المشتركة لوحدة المصير ومن تطابق وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك اقليمياً ودولياً ، والحرص على تعزيز وتوثيق وتوطيد هذه العلاقات في مختلف المجالات ، من خلال تبادل الزيارات والوفود والبناء على الروابط المتينة التي تجمع بين المملكتين والشعبين الشقيقين على جميع المستويات.

وأخيرا أتمنى أن تكلل أعمال اللجنة المشتركة بالتوفيق والنجاح وتحقيق ما نصبوا إليه من تعاون مثمر بناء يرضي طموحات بلدينا الشقيقين وقيادتيهما الرشيدة .

والله الموفق