دولة عبدالسلام المجالي فى رحمة الله
د. حازم قشوع
04-01-2023 03:10 PM
إذا كانت مسيرته من عمر الدولة وسيرته جاءت على امتداد بناء مؤسساتها وامضى حياته رحمه الله في خدمة وطنه وامته كطبيب وعسكري وسياسي من طراز ثقيل جعلته يشكل بصمة سياسية في الشؤون الخارجية وسمة عسكرية للخدمات الطبية واخرى جعلته يشكل ايقونة الجامعة الاردنية.
دولة ابو سامر رحمه الله الذي عاش مع بدايات تأسيس الإمارة مروراً بإلإستقلال وبعهود الملوك عبد الله الأول وطلال الدستوري والحسين الباني وصولاً إلى عهد عبدالله الثاني المعزز، حيث تقلد دولة الدكتور عبد السلام المجالي مناصب عدة وخدم بمواقع مختلفة في الهيئات والوزارات والجامعات وصولاً إلى رئاسة الوزراء.
ويعتبر دولة ابو سامر من مؤسسي الجامعة الأردنية والمدينة الطبية وهو عرّاب اتفاقية وادي عربة عندما كان رئيسا للوفد الأردني المفاوض واما ما تميزت به سيرته التي قاربت المائة فحملت عنوان رئيس للجامعة الأردنية حيث نمت في عهده الجامعة وأصبحت في مصاف الجامعات العالمية الشهيرة.
قد تتباين مع دولة ابو سامر في وجهة نظر لكن لا تختلف معه ابدا فهو حكيم وازن ومحيط جامع ورجل معرفي عميق وكان رحمه الله شديد الحرص على ابعاد (الامارة عن التجارة) حتى يبقى العمل العام كما وكان يقول نقي من ادران النفعية ويعمل باتجاه المنفعة العامة.
اسس رحمة الله جمعية الشؤون الدولية التي ناضل من أجل تأسيسها لايمانه المطلق بأهمية الدبلوماسية الاهلية في رفد الدبلوماسية الرسمية وهو ما جعلها تشكل احد اهم انجازاته المدنية حتى انها أخذت تشكل الباب الرافد للدبلوماسية الاردنية وهي ما زالت شاهد على انجازاته كما تشهد الكرك على مهد طفولته والاردن على انجازاته والاسرة الدولية على حكمته وحسن ادائه.
واذ نترحم على دولة الدكتور عبد السلام المجالي الوجيه والواجهة والممعن في العمل العام لا يسعنا إلا أن نترحم على فقيد الوطن الذي امضى حياته في البناء والاصلاح ونسأل الله سبحانه وتعالى إن يسكنه في جنات النعيم فلقد امضى حياته في خدمة الأردن ورسالته.