عمون - في عصر الفلاسفة اليونانيين، اشتهر أبيقور بفلسفته الأخلاقية التي اهتمت بالمتعة، والصداقة، والمحبة، والبساطة قدم أبيقور رؤيته للأخلاق بأسلوبه الفريد، حيث ركز على أهمية اللذة الشخصية كقيمة أساسية في حياة الإنسان يروّج أبيقور للحياة الفاضلة والمحبة المعتدلة كوسيلة لتحقيق هذه اللذة.
ومع ذلك، فإن بعض أتباع أبيقور أساءوا فهم تلك الأخلاق، حيث اعتبروا الحياة مجرد فرصة لتحقيق المتعة الجسدية والشهوانية. اعتبروا أن القصد الأساسي من الحياة هو الاستمتاع بالأكل والشرب والمرح فقط.
كما دعا أبيقور إلى تكوين مجتمع من الأصدقاء حولنا، حيث يعتبر أن وجود الآخرين حولنا أمر ضروري فالإنسان بحاجة إلى أن يرى ويسمع ويشعر بوجوده وبالتالي، فإن الثروة الحقيقية للإنسان تكمن في وجود من يحترمه ويقدره ويتواصل معه.
وجّه أبيقور اهتمامًا كبيرًا للحرية، حيث رأى أن العمل لدى الآخرين يستولي على وقتنا وجهودنا ويؤثر على حالتنا النفسية وبالتالي، فإن التحرر من الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين في حياتنا المعيشية يعد أحد أعلى أشكال الحرية. يعتقد أبيقور أن الحكمة تكمن في القدرة على تقليل احتياجاتنا إلى أبعد حد ممكن وأن نكون راضين بالقليل.
وأكد أبيقور على أهمية التحرر من القلق والألم. فإذا كان الهدف الأساسي في الحياة هو التحرر من الألم العقلي والجسدي والنفسي، فإن علينا أن نكون قادرين على تحمل الألم الذي قد ينتج عن تحقيق المتعة بشجاعة. ويروى أبيقور أن الحكيم الحقيقي هو من يستطيع تقليل احتياجاته إلى حد كبير والتخلص من الضريبة التي تدفعها اللذة. إن التحرر من الشؤون المالية والسياسية يمنحنا شكلاً من أشكال الاستقلال في حياتنا.
وأخيرًا، رأى أبيقور أن التحرر من القلق والألم يجعلنا نعيش حياة سعيدة ومرضية. فالقلق هو شعور كارثي يعيقنا من التمتع بحياتنا بشكل صحيح. ولذلك، فإن التجنب من المشاركة في الشؤون السياسية وعدم الالتزام بالأعباء الزائدة يساعدنا على تحقيق السعادة الشخصية. وعلينا أن نحيط أنفسنا بأشخاص يحترموننا ويقدرونا ويشتركون معنا في العقلانية والمعرفة.
باختصار، قدم أبيقور رؤية فلسفية للحياة تركز على اللذة الشخصية والصداقة والمحبة. اعتبر الحرية والتحرر من القلق والألم وجوانبًا مهمة في تحقيق حياة سعيدة ومرضية.