وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين خلال لقائه عددا من وجهاء وأهالي محافظة العقبة وممثلين عن قطاعات مختلفة فيها الحكومة إلى تجميد الضريبة على مادة "الكاز" خلال فصل الشتاء ، ذلك لتخفيف الأعباء عن المواطنين ، خصوصا ذوي الدخل المحدود ، وأكد جلالة الملك أن هنالك عملاً جاداً على الصعيد الوطني لإيجاد حلول اقتصادية ، من خلال البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي الهادف إلى التخفيف عن المواطنين.

لقد حسم جلالته الأمر وطمأن الأردنيين خلال حديثه في المضي بعزم وهمة لتحقيق متطلبات العيش ضمن خطوات قادمة تحمل البرامج الهادفة للخروج من المعيقات والتحديات ، حيث معاناة المواطنين كانت ولا زالت محط اهتمام جلالته ، ما يؤكد نهج جلالته وحرصة على متابعة مصالح المواطنين في مختلف مواقعهم ، ما يتوجب على القيادات التنفيذية استلهام توجيهات جلالته وتحويلها الى خطط تنفذية على ارض الواقع ، وهذا يتطلب من الحكومة ايضاً الاقتداء بخطى جلالة الملك لتخفيف الأعباء عن الموطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم ، وضرورة اتخاذ إجراءات مماثلة للتخفيف عنهم .

ان جلالة الملك يشكل حلقة من حلقات القيادة الملهمة التي تعبر بصورة اعتدناها في النطق السامي ، والذي يأتي في مختلف الاوقات لوضع النقاط على الحروف ، واعادة الامور الى نصابها الصحيح ، خاصة ما هو متعلق بحياة المواطن والسعي لتأمين العيش الكريم ، فهذا الهم هو الهم الرئيسي الذي يؤرق جلالته والمتعلق بتحسين المستوى المعيشي للمواطنين ، خاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود انطلاقا من وعي جلالته بالضغوطات المالية والاقتصادية التي يتعرضون لها ، فالوقت والجهد لا يحتمل التاخير وتتبع واقع حالهم هو الوضوح والشفافية بعينه .

اننا ونحن نتحدث عن هذا الموضوع ، فذلك ليس أمراً ترويجاً لقرار ملكي بقدر ما هو اعتراف وإقرار بحكمة جلالة الملك ، فهو رأس النظام والمدرك للصالح العام وأمن المواطن ، لذا فقد شكل القرار ــ الذي جاء في الوقت المناسب ــ مظلة اجتماعية واقية تحمي الامن الاجتماعي ، وبتوجيه ملكي مستمد من الصلاحيات الممنوحة لجلالته بموجب الدستور ، ليكون بلسماً شافياً للفقراء والمحتاجين الذين لايملكون من حطام الدنيا إلا صحتهم ، ما يعني تقديم اقل ما يمكن لهم لتوفير المحروقات لتدفئة أسرهم في ظل شتاء قارص وصعب على الجميع ، فنحن نعلم ان نسبة كبيرة من المواطنين تعتمد على مادة "الكاز" في التدفئة وأن تجميد الضريبة عليه يعنى تقديم خدمة ودعم لهم خلال فصل الشتاء ، لذلك جاء هذا القرار المكين تقديرا لظروف المواطنين ، فكان هذا التوجيه إنقاذ لشريحة كبيرة من الوضع الذي يعيشونه اقتصاديا ، كما وان هذا القرار تعبير عن نبض الشارع بضرورة تقديم كل اشكال الدعم للمواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة خاصة في فصل الشتاء ، فجلالة الملك هو رب الاسرة الاردنية الواحدة ويهمه الراحة والطمأنينة والعيش الكريم لشعبه .

واخيراً فان تفاصيل حياة المواطن الأردني في كل جزء من الوطن الغالي هو في صميم تفكير جلالة الملك الذي يدرك كافة المشاكل والمخاطر التي تحيط به ، ما يستدعي الحاجة إلى الصبر والتروي دائماً ، ذلك يزيدنا التفافاً واعتزازاً بقيادتنا ، وهذا يتطلب من ابناء الوطن أن يكونوا على قدر المسؤولية في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن والعالم ، جراء موجة غلاء الأسعار والتي باتت تؤرق المواطن وتخيفه .

بقي ان اقول ان ارتفاع الأسعار ليست صناعة وطنية ولا محلية ، فهذا موضوع يعاني منه العالم بأسره ، اما كيف نتجاوز هذا التحدي فهذا يحتاج الى دراسة وبحث بطريقة جدية تحسب من خلاله ما لنا وما علينا ، رغم ان الوضع في الغالب هو خارج عن إرادتنا ، الا اننا بعزمنا وارادتنا سنتجاوز المستحيل ، وكل مر سيمر بإذن الله تعالى .

حمى الله الاردن وطنا وشعباً وقيادة