غداً.. سيكون يوماً من أيام التاريخ في الأردن ، حيث سينفر الأردنيون ، شيباً وشباباً ، رجالاً ونساء ، ليقولوا للعالم: هنا وطن الحرية والديمقراطية والشورى هنا وطن الشومات. غداً.. ينتظر الوطن منا ، وقفة وفاء وصدق لاختيار الأفضل ، ومن يمثل الأردنيين جميعاً. غداً.. ستصهل الخيل الاردنية ، في السهول وعلى الجبال وعلى كل مساحة أرض أردنية ، صهيل المجد والوفاء للوطن والقائد.
غداً.. علينا جميعاً ، أن نعلن النفير العام ، ليس لأنه يوم يمثل محطة مهمة ، في مسيرة البناء والديمقراطية فقط ، بل لأنه في ذاكرتنا ، يمثل ذكرى صعبة ، لظلم تعرض له الاردن والاردنيون ، على أيدْ ظالمة مرتجفة ، حاولت النيل من هذا الحمى عام :2005 فواجب علينا ، أن نجعل يوم غد ، يوماً للوفاء لأرواح شهداء تفجيرات عمان. وعلينا أن نري العالم ، كيف حوّلنا مع قيادتنا ، هذا اليوم في تاريخنا ، إلى يوم للبناء والنهوض والانطلاق ، نحو العلا.
غداً.. ستشرئب الأعناق ، لتعانق المجد ، الذي يخفق بجناحيه على الأردن ، منذ كان هذا المجد ، وكان هذا الأردن.
شمس الغد مختلفة عن شموس كل الأيام ، فستشرق على شعب عدَّ عدته جيداً ، لدخول عصر جديد ، كله أمل وإشراق وتطلُّع ، إلى الذرى ، بقيادة ملأت الوطن ، عدلا وعزما.
غداً... سيهب الأردنيون كما السيل الهادر ذي الماء العذب يهدوا وطنهم ومليكهم هدية الوفاء والامتنان. الثلاثاء ، التاسع من تشرين الثاني ، سيكون يوم الحصاد ، لزرع استمر شهوراً طويلة ، عملت بها كافة مكونات الوطن ، حكومة ومؤسسات مجتمع مدني ، وأجهزة دولة وصحافة ، وكل وسائل الاعلام ، على مدار الساعة ، للوصول إلى هذا اليوم الاغرّ في تاريخنا ، حيث اكتمل رسم معالم الصورة الجميلة ، ولم يبق إلا ان يوقع الشعب عليها ، وتوقيعه يكون بانتخاب الأفضل والأجدر ، الذي يضع مخافة الله تعالى ، ثم حب الوطن والقائد ، نـُصب عينيه ، بعيداً عن المصالح الضيقة والمكاسب الصغيرة ، حيث ان أبسط المواصفات ، التي يجب أن تتوفر في الإنسان ، الذي يتطلع إلى أن يتقدم الناس ، في ظل التغيرات الجديدة ، التي أحدثت نقلة كبيرة في تفكير المجتمع ، هي نظافة اللسان واليد ، وصفاء المقصد والنية ، في الخدمة العامة.
من يريد أن يتقدم الصفوف ، عليه أن يثبت أنه يشارك الناس بالبديهيات ، التي على رأسها ، وحدة الفكر والتصور والأمانة على مصالحهم ، وتجاوز الذات ، ويجب أن يكون سلوك جلالة الملك ، قدوة لمن يريد أن ينخرط في الخدمة العامة ، حيث وسَّع جلالته دوائر الاتصال بين الشعب والسلطة ، وأصبحت الأبواب مفتوحة ، بوجه كل من يقصدها ، وجلالته يسبقنا جميعاً ، في فهمه بالتطورات ، التي طرأت على تفكير الاجيال الجديدة. وعلينا جميعاً ، أن نحثّ الخطى خلف جلالته ، لبناء مجتمع حديث ، تساند به الأدوار بعضها بعضاً ، من اجل الوصول إلى الغاية المنشودة ، في مستقبل مشرق للوطن والأجيال.
غدا.. سيثبت الأردنيون ، أنهم سينبذون العنف ، وأن هذه الظاهرة غريبة على مجتمعهم ، وسيكون تعبيرهم عن فرحهم بنتائج الانتخابات ، مؤشرا على رقي تفكيرهم وتماسك مجتمعهم ، وقوة صلة أرحامهم ، ويجب ان تكون كذلك ، بعيداً عن كل أنواع العنف والصدام.
غداً.. سيقول الأردنيون "أهل الشومات" ، وجباههم مرفوعة كلمتهم ، وسينحازون لوطنهم وقيادتهم ، ويملأون سماء أردنهم ، أملاً وعزاً وعزماً وإصراراً ، على التقدم نحو مستقبل أفضل ، عندما يقبلون على صناديق الاقتراع ، ليختاروا مجلسهم النيابي السادس عشر ، ويثبتون للعالم ، أنهم على قدر أهل العزم ، وأن الأردن ، بعد الإيمان بالله تعالى ، هو أولاً وأخيراً ، وان راياتهم ستظل تخفق عاليا ، والتي لم ولن تنحني ، الا لربها الاعلى.
سلام على الوطن ، سلام على الملك ، سلام على كل الأردنيين.
* المقالة عن يومية الدستور للزميل رئيس تحريرها ..