إدارة باراك أوباما في امتحان صعب ..
سلامه العكور
08-11-2010 02:29 AM
جاء في افتتاحية صحيفة « كريستيان ساينس مونيتور» الاميركية : «انه لا يمكن لاسرائيل من خلال استئنافها عمليات الاستيطان ان تتوقع من الرئيس الاميركي باراك اوباما عرقلة طلب ممكن للأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطينية ..»
فربما تسنح للرئيس اوباما قريبا فرصة غير عادية لخدمة قضية السلام في الشرق الاوسط بالتزام الصمت .. حيث يمكنه الاذعان لخطوة هي قيد البحث حاليا من قبل القادة الفلسطينيين وقوامها مطالبة الامم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين ..»
وتضيف الصحيفة : « ان هذا الطلب سيكون ضروريا اذا ما قضت اسرائيل فعليا من خلال مواصلة الاستيطان على اي امل للسلام عبر المفاوضات مع الجانب الفلسطيني» ...
بطبيعة الحال فان اسرائيل لن تتخلى عن الاستيطان ما دامت محكومة من قبل اليمين العنصري المتطرف الذي لا يلتزم باستحقاقات السلام ولا يعترف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ..
وهذا يعني ان المفاوضات المباشرة او غير المباشرة لن تفضي الى شيء حتى لو استؤنفت مرة اخرى ...
وهنا ستكون الكرة في ملعب باراك اوباما .. فاما ان يمرر قرارا في مجلس الامن لاقامة الدولة الفلسطينية ويكون قد اوفى بشيء مما تعهد به للفلسطينيين وللعرب وللمجتمع الدولي ، واما ان يذعن مرة اخرى وكغيره من القادة الاميركيين لارادة اسرائيل والمنظمات الصهيونية في بلاده .. وهنا يكون قد خذل جميع دعاة السلام والامن والاستقرار في المنطقة وفي العالم ...
لقد تعهد باراك اوباما لحكومة نتنياهو بتقديم احدث الطائرات الشبح المقاتلة واحدث الاسلحة الاخرى اذا ما جمّدت الحكومة الاسرائيلية عمليات الاستيطان لمدة شهرين اخرين .. لكن نتنياهو رفض هذا العرض المغري جدا واختار التهام المزيد من اراضي الضفة الغربية وزرعها بمستوطنات جديدة حتى لا يتبقى للفلسطينيين اراض يقيمون دولتهم عليها ..
اي انه لا يريد السلام ولا يريد السعي اليه باي وسيلة ..
لذلك فان على الجانبين الفلسطيني والعربي ان يطلبا من الامم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل حدود الاراضي التي احتلتها اسرائيل في عدوان « 5 حزيران 1967 « ...
على ان تكون عاصمتها القدس الشرقية كاملة غير منقوصة ..
كما ان على الجانب الفلسطيني والعربي ممارسة ضغوط قوية على ادارة الرئيس اوباما كي لا يشهر « الفيتو « في مواجهة اي قرار دولي يقر باقامة الدولة الفلسطينية ...فاذا ما اشهرت واشنطن او اي دولة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي « الفيتو « لتعطيل اقامة الدولة الفلسطينية فان على الدول العربية ومعها القيادات الفلسطينية التعامل مع قضايا هذه الدول بالمثل .. وعليها اعادة النظر في احترامها للمصالح الاميركية والاوروبية الهائلة في المنطقة .
(الرأي)