facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اضطراب الهوية الجنسية (GD)


د. رانيه اسماعيل
03-01-2023 12:27 PM

هناك بعض الاضطرابات التي تصيب الإنسان ولا زال الحديث فيها جدليا، ومنها اضطراب الهوية الجنسية والذي يعد اضطرابا جنسيا وليس مرضا عقليا أو نفسيا، ومن أعراضه أن يعاني الشخص معاناة (ليست اختيارية ) من عدم رضا من جنسه التشريحي الذي خلق به عند الولادة (الأعضاء الجنسية الظاهرة ) وبين هويته الجنسية (الاحساس الداخلي للفرد بنوع جنسه)، فيشعر بالتناقض القوي بين ما هو عليه وبين ما يشعر به، كما يكون لديه شعور فطري في الانتقال والتحول من جنسه إلى الجنس الآخر، للخلاص من انقسام الذات الشديد الذي يعيشه، ويرغب بالتخلص من أعضاءه الجنسية الظاهرة ومنع تطور خصائصه الجنسية الثانوية، والحصول على الأعضاء التناسلية والخصائص الجنسية الثانوية للجنس الآخر، كما يلبسون ويتصرفون ويتكلمون وكأنهم من الجنس الذي يرغبون أن يكونوا عليه .

يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة تطور الجنين في رحم أمه، ويبدأ بالظهور عند الذكور في المراحل العمرية المبكرة، وهو أكثر شيوعاً عند الذكور من الإناث.

والجدير بالذكر أن أعراض اضطراب الهوية الجنسية لدى الذكور أو الإناث تكون أكثر وضوحًا في سن المراهقة، وما زالت مسببات اضطراب الهوية الجنسية غير معروفة بدقة وغير مفهومة، ولكن يجمع العلماء أن الاضطراب ينشأ من ارتباط بيولوجي اجتماعي معقد، له علاقة بالجينات والهرمونات والبيئة واسلوب التنشئة الاجتماعية وخبرات الطفولة والمراهقة، وقد يكون واحد من هذه الأسباب هو المسيطر وقد تكون الأسباب مجتمعه معا .

يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب بمن يعانون منه إلى صراعات ومشاكل وتعقيدات وتعطل بحياتهم و علاقاتهم مع العائلة والأصدقاء والزملاء في مختلف جوانب حياتهم اليومية، كما يتم رفضهم من المجتمع، وبالتالي تتكون لديهم الصراعات الشخصية والنفسية وتظهر عليهم أعراض الاكتئاب والقلق والمخاوف والعزلة، وتدني تقدير الذات، والانقطاع عن النشاطات والعمل والدراسة، وأحيانا اضطرابات تعاطي المخدرات، والشعور السلبي بالحياة، وزيادة خطر إيذاء النفس، وبالتالي الانتحار بمراحل متقدمة .

الكثير من المصابين باضطراب الهوية الجنسية يلجؤون ببعض البلدان المؤيدة للتدخل الجراحي؛ للتحول من جنس لآخر وليس من السهل لدى الأطباء إجراء عمليات التحول الجنسي إلا بعد أن يتم اجراء اختبارات اضطراب الهوية الجنسية، على أن تكون هذه الاختبارات شاملة ومتكاملة من الناحية النفسية والطبية (فحوصات الكروموسومات، الهرمونات، والحمض النووي، والفحوصات النفسية المكثفة ) للتحقق من أسباب الاضطراب ونتائجه، وكل حالة تختلف بطريقة علاجها عن الأخرى وهذا ما يحدده فريق الأطباء والشخص نفسه، فالبعض يتجه للعلاج بهرمونات الذكورة والأنوثة للتخفيف من أثر الحالة، والبعض الآخر يتجه لتغيير كامل من خلال التدخل الجراحي الذي يعد من اكثر التدخلات تكلفة مادية .

من المهم أن نكون حريصين كأولياء امور للطريقة التي نتعامل بها مع أبناءنا منذ الصغر، فكما ذكرت سابقا إن لطريقة التنشئة دور مهم في تحديد الهوية الجنسية للطفل ولكنها ليست السبب الوحيد، من المهم أن نلتفت للمشاكل السلوكية والانفعالية التي قد تحدث مع أبناءنا بمرحلة الطفولة ونعالجها بالتدخلات المبكرة اذا أمكن ولا نتجاهلها، فليست كل مشاكل الطفولة تختفي مع الوقت .

raniareena@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :