عندما يقترب القائد من نبض الشارع حدّ الشعور بكافة تفاصيل المواطنين من إيجابيات وسلبيات، حدّ الإصغاء إلى الأصوات وإن لم تولّدها الألسنة ولم تضج بها الحناجر، حدّ رؤية اليوم والغد بما فيه مصلحة المواطن فقط، عندما يوجّه جلالة الملك بما يجعل من شتاء المواطنين دافئا بالحبّ أولا، قبل أن تدفّئه وسائل التدفئة أيا كان نوعها، فهو شعور القائد والأب والسند بحال المواطنين بواقعية.
جلالة الملك عبد الله الثاني، وجّه أمس خلال لقائه عددا من وجهاء وأهالي محافظة العقبة وممثلين عن قطاعات مختلفة فيها، الحكومة إلى تجميد الضريبة على الكاز خلال فصل الشتاء، لتخفيف الأعباء عن المواطنين، خصوصا ذوي الدخل المحدود، ليستقبل المواطنون هديّة جلالته مع بدء العام الجديد بكل معاني الفرح والشكر والحبّ، فهو الملك القائد السند الذي يعيش حال المواطنين بواقعية، وسعي حقيقي لراحة المواطنين والتخفيف عليهم.
في توجيه جلالة الملك أمس والذي أكد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة على أن الحكومة ستنفذه وستلتزم بأن لا يتم رفع سعر الكاز حتى لو ارتفع سعره عالميا إلى نهاية فصل الشتاء، وستلتزم بتخفيضه إذا انخفضت الأسعار العالمية، في هذا التوجيه الملكي شعور حقيقي بما يعيشه المواطنون، سيما وأن مادة الكاز الأكثر استخداما بين أنواع الوقود خلال فصل الشتاء، فجاءت مكرمة جلالته لتوفير هذه المادة «الهامة» وبأسعار مناسبة، خصوصا لذوي الدخل المحدود، متجاوزا بذلك جلالته البعد الاقتصادي ليركز فقط على الجانب الاجتماعي والإنساني، كعهد جلالته دوما بأن راحة المواطن والتخفيف عليه هو الأهم.
كعادة جلالة الملك ينحاز دوما للمواطنين، معهم ولهم، بعيدا عن أي رؤى أخرى يمكن ان تزيد من أعباء الحياة عليهم، فهو فصل الشتاء الذي يعدّ الدفء أهم أسباب الراحة به، جاعلا جلالته من هذا الجانب حاضرا ودون أي أعباء على المواطنين، ليعيشوا شتاء دافئا بكل ما أوتوا من حبّ وولاء للقيادة، فلمثل هذه المواقف والمكارم الملكية بلاغة أكثر من أي كلمات بالوقوف الحقيقي مع المواطنين والتخفيف عليهم.
فرح قابل للقسمة على كل مواطن، منحه جلالة الملك أمس للأردنيين، بتوجيه لم يحمل سوى معنى واحد أن المواطن هو الأهم، والتحفيف عليه أولوية تفوق أي ملفات وقضايا أخرى، لينحاز جلالته للمواطنين، ويوجّه الحكومة إلى تجميد الضريبة على الكاز خلال فصل الشتاء، ليكون شتاء دافئا، بشكل حقيقي، حيث سيصل التخفيض على لتر الكاز الى 165 فلسا ، وسيعيد حركة الطلب التي انخفضت عليه لسابق عهدها في مثل هذه الأوقات في فصل الشتاء، فقد شهد تراجعا كبيرا حيث بلغ 88 مليون لتر حتى بداية شهر كانون الأول من العام الماضي.
مكرمة ملكية ينظر لها الأردنيون بعين الفرح والشكر، حسمت مطالبات عديدة بإعادة النظر بأسعار المحروقات، ليضع جلالته مطالب المواطنين أولوية، ويوجّه بالتخفيف عنهم، برؤية إنسانية اجتماعية، فالأهم هو دفء المواطنين.
(الدستور)