الرؤية الملكية .. أن يكون 2023 عام الوصاية الهاشمية على القدس
حسين دعسة
03-01-2023 12:29 AM
في الحوار الحصري لـCNN الشبكة الإعلامية الأميركية، مع الملك الوصي الهاشمي، عبدالله الثاني، كان المكان في «موقع» المغطس «معمودية المسيح».
شكل هذا الحوار، منعطفا سياسيا مختلفا، جعل صورة المملكة السياسية، محليا، دوليا، وأمميا، عدا عن إقليميا، صورة تدخل في عمق الصراع في كل تفاصيل ما يتهدد القدس المحتلة من تهويد، ومخاطر الاستيطان الصهيوني التلمودية، وربما حرق وهدم أوقاف القدس المسيحية والإسلامية؛ ذلك أن هذا السيناريو المؤلم، هو ما تهدد به بعض من أجهزة الإدارة الصهيونية أمام العالم.
.. الواقع في دولة الاحتلال الصهيوني، قائم على شخصية وأدوار وطموحات المد الصهيوني التوراتي، الذي يشكل أغلبية حكومة نتنياهو التي اخذت مشروعيتها من الكنيست الذي، بات يمثل انهيار دولة الاحتلال التشريعي والذي يأخذ المنطقة والإقليم والقضية الفلسطينية نحو المجهول، وربما الانفتاح على العنف بشتى الطرق، عنف صهيوني-يهودي داخلي، عنف فلسطيني، مقاوم دفاعا عن الأرض والعرض والمقدسات وبالخصوص القدس.
الحوار الملكي، لخص الخطر القادم (...)، وكان الملك مستنيرا، محذرا،مفكرا في حدود الرؤية الملكية السامية، بل وهذا الأمر جعل الإعلامية «بيكي أندرسون» مقدمة برامج Connect the world، والذي تقدمه على الشبكة، الأكثر تأثيرا في الإعلام العالمي، جعلها تضع في مقدمة الحوار تفاصيل، صعقت دولة الاحتلال الصهيوني، وقالت اندرسون: «لقد كان 2022 العام الأكثر دموية منذ ما يقرب من عقدين للإسرائيليين والفلسطينيين خارج قطاع غزة، فيما تظل القدس بؤرة توتر رئيسية».
هذه حقيقة «مكانية وزمانية»، حذرت منها الرؤية الملكية الهاشمية في كل المحافل الدولية والاممية وعبر الأمم المتحدة، والمؤتمرات العالمية والإقليمية والخليجية والإسلامية والمحلية.
وفي المؤشرات، أن الشبكة الإعلامية واسعة الانتشار، حققت صدمة للكيان الصهيوني، وجعلت عامهم الجديد 2023, محطة ترقب، فبعد مقدمات الcnn, وقولها الواضح: «المملكة الهاشمية الأردنية هي الوصي على المواقع المقدسة للمسلمين والمسيحيين في القدس منذ عام 1924 وتعتبر نفسها الضامن للحقوق الدينية للمسلمين والمسيحيين في القدس».
أما كيف ذلك؟
حتى اليوم، كان لجلالة الملك عبدالله الثاني، إصرار إرادة مذهلة، ونظرة سياسة-جيوسياسية، وأمنية مقترنة بالاحوال والأحداث التي تتسارع في دولة الاحتلال الصهيوني، والكيفية التي نما فيها التطرف اليهودي الذي تقوده الأحزاب التوراتية في دعوات صريحة لتهويد القدس، وهدم جميع الأوقاف المسيحية والإسلامية، وممارسة الاستيطان والاقتحامات للحرم القدسي الشريف، وجوار المسجد الأقصى، وكل كنائس القدس، والهدف، إثارة التطرف والنزاع والمواجهات اليومية، وإقامة حلم الصهيونية في إعادة بناء الهيكل المزعوم مكان حائط البراق.
الحوار الملكي، مهم، جعل الإعلام الأميركي، العالمي يؤكد، للمجتمع الدولي، جدية وحضارية ومكمن قوة الرؤية الملكية الهاشمية السامية التي، وضعت الخطوط الحمراء، وهي المؤشرات الحقيقية التي تقوم على دلالات سامية، عمل على تعزيزها الملوك الهواشم أبا عن جد، وهي:
* الدلالة الأولى:
وضعنا، في نهج الشعب الأردني، والثقافة الوطنية، ثقافتنا هويتنا، ومن منطلق متابعة الدولة الأردنية وأجهزتها العاملة منذ سنوات في القدس، الإعمار الهاشمي لأوقاف القدس المسيحية قبل الإسلامية ومعا في ذات الاهتمام..
* الدلالة الثانية:
للوصاية الهاشمية، حماية وأمن وأمان، الهدف، سلام القدس، ومنع تهويدها المقصود من دولة الاحتلال الصهيوني، وهي حماية شرعية لها قدسيتها وسموها ومكانتها الدولية والقانونية.
* الدلالة الثالثة:
الملك عبدالله الثاني، هو الملك الوصي، المختار، الناهض المستنيرة، الذي أحكم صورة القدس في الضمير العالمي، كمدينة للسلام ولكل أتباع الديانات السماوية المقدسة، بل وثبت ذلك الأردن عبر الاتفاقيات الثنائية بين المملكة، ودولة الاحتلال، وفق اتفاقية وادي عربة،.. وقد تضمنت معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية الموقعة عام 1994 بنودا بالمادة التاسعة شكّلت اعترافا إسرائيليا بالوصاية الهاشمية على القدس، والأماكن ذات الأهمية التاريخية والدينية وحوار الأديان، بأن يمنح كل طرف للطرف الآخر حرية الوصول للأماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية.
ونص البند الثاني على أن تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستعطي إسرائيل أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن، بحسب الاتفاقية.
* الدلالة الرابعة:
صوت الأردن، الإعلام الوطني من صحافة ورقية ووسائل تواصل وفضائيات، وإذاعات، ما انقطع نبض أجراس كنائس القدس، ورفع الاذان من المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، وايضا، صوت الملك الحر، صاحب الرؤية الملكية الشريفة، منافحا، ومدافعا، أن لا تهويد للقدس، وأن الوصاية الهاشمية، هي مفتاح السلام والأمن والأمان، وأن الوصول لتحقيق ذلك سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديًا وثقافيا، يعزز حوار السلام والمحبة والجمال، برغم أن الدولة الأردنية تضع العالم بكل معطيات الأحداث الخطير في ظل دولة نتنياهو الصهيونية التي لا تؤمن إلا بالعنجهية التي تحتاج، ان يراها العالم وفق الحدود القانونية والعدالة والحقوق الدولية الناظمة في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
حقا، نردد مع الملك، أن للقدس كل الخطوط الحمراء التي هي نبضنا، دمنا، فكرنا، حوارنا الفكري والثقافي، لصنع سنة من التسامح، سنة الوصاية الهاشمية، الحق الأبلج الذي سيستمر في حماية القدس وأوقافها وأهلها.
ستكون، أردنيا، وعربيا، ثقافتنا، النهوض بالحوار الجدي، والنظر بالجانب الإنسانية، وجعل سمو الجمال في الأوقاف، الكنائس والمساجد، البيت، شجر الزيتون، عنوانها خطنا الأحمر الذي يتلون مع الأفق القدسي الشريف.
لن نتوقف عن مد اليد، إلى ساعد جلالة الملك الوصي الهاشمي عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين، لتسمو لحظة رفع الدولة الأردنية «أجراس الإنذار» حول احتمالية تصاعد العنف في أرجاء القدس، المدينة المقدسة المحتلة.
ونحن الشعب الأردني، نحمل آمالنا في عام 2023، لنعزز من الحق الأردني، الملكي الهاشمي، في جعل الوصاية الهاشمية لأوقاف ومقدسات القدس الشريف، محطة انطلاق جادة نحو السلام والأمن والأمان والثقافة الوطنية، التي تعلي من الحقوق والإبداع والابتكار وتمكين الفكر من دبلوماسية الحوار.. القدس لنا، والوصاية الهاشمية، حوارنا السياسي الوطني في 2023.. لأننا نتحصن بإرادة صاحب الرؤية الهاشمية، وبالطبع لا نخاف الآخر الذي بات مكشوفا، يخاف الحوار، ويخاف ثقافتنا الوطنية الإنسانية التي تلتف وتهتف، وتدعم حوار الوطن مع الملك الوصي الهاشمي.
(الراي)