هل يتغير الشخص بعد أن يصبح مسؤولًا؟
المهندس شادي القيسي
02-01-2023 07:59 PM
نسمع كثيرًا بأن العديد ممن تبوّؤوا مناصبًا مرموقة قد تغيّروا، فلم يعودوا كما في سابق عهدهم قبل تسلم المسؤولية سواء في التواصل الوجاهي والافتراضي وحتى في المجاملات والرد على هواتفهم سواء مكالمات كانت أو مسجات.
بناءً على ما سبق نجد الكثير من المواطنين على اختلاف درجات القربى وصلة الصداقة والزمالة والجيرة لأولئك المسؤولين متذمرين من هذا التغير المفاجئ الذي ينتهجه كل مسؤول بعد استلام مهامه الجديدة، وأرى أن هذا الأمر طبيعي في انشغال المسؤول لصالح الخدمة العامة؛ حيث أن القسم الذي يؤديه وزملاءه في العمل العام عنوانه الإخلاص والأمانة في الواجبات الموكولة إليهم في سبيل خدمة الوطن ككل.
لا يمكن أن ننكر حجم العتب والغضب الذي يراود أي صاحب حاجة أرعن عندما يُقابل طلبه ورجاؤه واستدعاؤه بعدم الرد أو الرفض خصوصًا عندما يكون ذلك الشخص المسؤول من عظام الرقبة إن جاز لي التعبير، ولكن عندما تكون رؤيتنا شمولية وتعتمد العدالة والانصاف وحسب ما تقتضيه المصلحة العامة أعتقد أنه من الأوجب ترك هؤلاء المسؤولين وشأنهم ليتفرغوا للعمل تغليبًا للمصلحة العامة التي ستعود نتائجها بالنفع على جميع المواطنين، لا أن يكون ذلك المسؤول في خدمته العامة مسخرًا جهوده ونفوذه لتكون حكرًا على أبناء منطقته أو أقاربه ومحيطه الضيق.
وفي الختام أدعو الله أن يوفق حكوماتنا المتعاقبة الى سبيل الحق والعدالة وأن تكون في أولى أولوياتهم محاربة المحسوبية، وبعد ذلك أتوقع أن الأمور ستكون أوضح للعمل على ايجاد حلول لمحاربة الفقر والبطالة عندما تكون الفئات المستهدفة في تلك الملفات ممن تستحق بالفعل الدعم وسط أجواء سيادة القانون في دولة المؤسسات لتستمر مسيرة البناء والانجاز للأفضل.
"لا تزعلو على المسؤول اذا ما رد عليكو بس ازعلو عليه اذا كان طرف في ظلم مواطن ودمار وطن وضياع أجيال المستقبل! وسلامتكو".