facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الملك بين الناس والأرقام


محمد حسن التل
02-01-2023 06:59 PM

جاءت توجيهات الملك عبدالله الثاني بتجميد الضريبة على مادة الكاز لتخفيض سعرها على الناس طيلة فصل الشتاء ، رغم ظروف الدولة الاقتصادية الصعبة وضيق الموازنة العامة ، للتأكيد أنه يعيش هموم الناس كواحد منهم ، فالهاشميون تعودنا عليهم في الأردن أنهم ملوكا فينا وليس علينا والفرق كبير بين المفهومين ، فعندما تشتد المحن وتزدحم الأزمات وتتراكم الصعوبات تمتد يد الملك ويأتي قراره ليكون انحيازا للناس ، وهذه فلسفة الحكم الذي قام في الأردن منذ أكثر من مئة عام .

لقد انحاز الملك للناس رغم صعوبة الأرقام وتعقيداتها وهو يعيش الأزمة على مدار الساعة ، مشتبكا مع حكومته وكل مؤسسات الدولة للتخفيف عن الأردنيين الذين صبروا وتحملوا الكثير في ظل أزمة اقتصادية ضاغطة ليحافظوا على بلدهم ودولتهم ، لأنهم يدركون أن هذا البلد هو رأس مالهم ، وأن الملك سينحاز إليهم وإلى عيشهم الكريم .

كلنا يدرك الظروف الاقتصادية التي يمر بها الأردن ، وجميعنا يعلم تماما طبيعة الموارد القليلة التي ترفد خزينة الدولة ، إلا أن الملك كصاحب القرار الأول كما أشرت يقدم دائما مصلحة شعبه على كل الأولويات ، فهذه ميزة العلاقة في الأردن بين الحاكم والمحكوم ، علاقة تخاطب دائما علاقة الأب بأبنائه ، لأنه يدرك ما معنى أن يكون القائد مسؤولا أمام الله العظيم والتاريخ والناس ، ولأنه من عترة طاهرة يلوذ بهم الناس عند الشدائد بعد ربهم الجليل .

حكومة الملك صدعت فورا للتوجيه السامي عندما أعلن رئيسها بشر الخصاونة أن الحكومة وضعت التوجيه الملكي موضع التنفيذ ، وأعلن أنه لن يتم رفع سعر الكاز حتى لو ارتفع عالميا حتى نهاية فصل الشتاء ، والتزم بأنه سيتم تخفيضه في ضوء السعر العالمي إذا انخفض ، هذا في الوقت الذي يستعد به مجلس النواب لمناقشة موازنة الدولة ، ولاشك أن هذه الموازنة تعاني من صعوبات كثيرة ومعقدة ، لكن حياة الناس أهم التي اكدتها فلسفة التوجيه الملكي اليوم ..

الملك شغله الشاغل حياة الأردنيين ، وضمانة أن تكون كريمة للحفاظ على أمنهم المعيشي ، يجوب العالم ليشرح معاناة الأردن الاقتصادية وأهمية أن يخرج من هذه الأزمة للحفاظ على أمنه وأمن المنطقة ، فموقعه الجيوسياسي يشكل نقطة ارتكاز للمنظومة الأمنية في المنطقة ، كما أن ظروف هذه المنطقة قد رتبت عليه التزامات كبيرة لم يكن طرفا فيها ، فهو يكاد يكون الوحيد الذي يعيش ارتدادات الزلزال الذي يضرب في منطقتنا منذ عقد.

التوجيهات الملكية اليوم جاءت ليتنفس الأردنيون الصعداء ولو قليلا ، في هذه الظروف الضاغطة على حياتهم ، ولتؤكد لهم أن الملك معهم ومع كل همومهم بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة ، وسعيه الدائم لأجلهم ولأجل مستقبل أبنائهم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :