نسمع أحاديثَ مستمرّةً عن التوجيهي، فقد شكلت لجنة أبو قديس- محافظة لتطوير التوجيهي، وأبرزَ وزراء كثيرون أحاديثَ متنوعة عن التوجيهي، وتنوعت "التوجيهيات" بتنوّع الوزراء ما يعكس عدم وجود رأي لأي مؤسسة! فأين مجلس التربية وهو ثابت، والوزير متغير؟ وأين الوزارة وهي الثابتة والوزير متغير؟
ولماذا يتحدثون عن توجيهي ذنيبات، وتوجيهي النعيمي، وتوجيهي المعاني والآن توجيهي محافظة؟ ألا توجد جهة "غير إعلامية" ترصد هذا الخلط التربوي؟ ومَن المسؤول عن تغييب مجلس التربية وجعله مطواعًا لكل عابر سبيل؟
قلنا مرارًا: إن خيارات الدولة هي:
خير من استأجرت الطيب الضعيف الذي لا يترك أثرًا! هذا ما يفسر جمود كل المجالس التربوية وغيرها! فلا أذكر أن مجلس التربية وضع رؤية للتعليم غير إرادة وزير مؤقت! ولا أن مجلس المناهج ناقش رؤية للمناهج! هذا ليس هجومًا ولا تشاؤمًا، ولا إنكارًا لإنجازات البلد، وخيارات من يُفرَضون عليه!
وعودة لموضوعنا؛ لماذا نستسهل الحديث عن التوجيهي؟ بل ليقل أيّ أحد: ما أولويات إصلاح التعليم؟ وما علاقة التوجيهي بإصلاح التعليم؟
يتحدثون عن امتحان قبول، وليس له علاقة بالتوجيهي! ويتحدثون عن علامات مدرسية وعن تنويع متطلبات القبول باحتساب معدلات المواد الملائمة للتخصص، وهذا ليس له علاقة بالتوجيهي! إذن: هناك خلط بين التوجيهي والقبول الجامعي، وهذا برأيي:
- ابتعاد مقصود عن إصلاح التعليم.
-وابتعاد مقصود عن إصلاح التوجيهي!
إن إصلاح التوجيهي يبدأ في جعله يقيس أهداف التعليم والمناهج، وليس المفاخرة بقياس ما في الكتاب!
وإصلاح التوجيهي يبدأ بإزالة مظاهر الاحتفال بالحفّاظ العشرة، ومظاهر زيارات قاعات التوجيهي وجعله حدثًا عاديّا غير مُوَتِّرٍ للطالب والمجتمع.
أتمنى إصلاح التعليم، وأن لا نتحدث عن التًوجيهي!
وكما قلت: إصلاح التوجيهي يبدأ من إصلاح طبيعته، وماذا يقيس، وكيف يقيس؟!