تنخر الوحشيات عظامنا وتأكل لحومنا وتخترق نفوسنا وتؤلم قلوبنا ونصاب بالاحباط حين ولاة حين مناص ولا يبقى الا الهم والغم وصراع الذات وحيرة الحائرين.
ما أكثر الوحشيات وما اشدها وطأة على النفوس حينما ترى الخطأ الجسيم يخيم على الأجواء دون قدرة على مقاومته ورد الاعتبار لمن ضاقت نفسه وأفل قلبه.
هيهات.. هيهات للشفاء من الداء حتى ولو كثر الدواء واختلطت آهات الأنين من ويلات تطارحنا كل يوم فبئس الوحشيين ونعم المتقين.
فوضى المرور والاعتداء على الشارع ومن فيه بإطلاق الزوامير والتجاوزات الخاطئة والاعتداء على أولوية المرور ومحاشرة ومضايقة وابتزاز وتخط للاشارات الحمراء.
وتغيير المسارب كهواية غير مبررة والاصطفاف العشوائي وتداخل السير وتخطي السرعة المقررة وقتل الأرواح ببلادة هي من الوحشيات اليومية التي لا تنقطع.
ويزيد الأمر سوء بنشر المطبات بغزارة في كل شارع دون حاجة ودون مبرر سوى إلحاق الأذى بالمركبات ومن فيها وزيادة اعداد حوادث السير وعرقلة المرور.
عرقلة معاملات المواطنين والمستثمرين من موظف بائس لا يرى نفسه ولا يحقق ذاته الا بكثرة الطلبات وجفاء المعاملة ووضع التعقيدات وربما يتخطى ذلك إلى ابتزاز المراجعين واجبارهم على تحقيق الغنيمة.
غش من التاجر ومن المزارع وتلاعب في تواريخ الصلاحية وتقديم سلع فاسدة والترويج لمنتجات لا تصلح للاستهلاك البشري تحت عنواين جميلة وضمانات وهمية كاذبة ودغدغة للعواطف والهاب لمشاعر المستهلكين بالتزييف والتزوير.
كذب في المواعيد وخرق للالتزامات ونقض للعهود والوعود، وكذب وسخرية على رؤوس الاشهاد وسرقة وابتزاز ومرارة وآلام موحشة.
وتطول القائمة ويكثر الغبن ويصبح الحليم حيرانا.