يغلب الاعتقاد والظنون للسامعين بمفهوم المنهجية الفكرية إلى أقوال ومفردات تغذي العقل وتنمي مواهبه وتوسع مداركه الفكرية. هذا أمر في غاية الروعة لكن الكثير من الناس ينسى ويغفل عن الشق الثاني والجانب الثاني للمنظومة الفكرية وهو تنفيذها وعكسها على الواقع العام، وفي هذا المقال سأضع بين أيديكم رأيي في هذا الجانب.
إن أسمى ما يعتقد الفرد المسلم هو ما جاء بدينه، فيقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). هذا تأكيد من ديننا الحنيف ويعتبر تأكيد قطعي بأن الإصلاح يبدأ من الفرد، والفكر هو أسمى درجات الصلاح لأن فيه إعمال العقل والترابط مع تعاليم الدين الذي يدعونا للتفكر في الأمور.
ولو نظرنا بالجانب العملي للفكر نصل إلى أن ذلك يتمثل في عدة أمور، أولها احترام الوقت وتنظيمه، ثم ننتقل للنظام في كافة الأمور في أسواقنا ومدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا ونظام النقل العام لننطلق إلى تطبيق مفهوم مسؤوليتنا تجاه نظافة مناطقنا وأحياءنا التي تعكس نظافة أبداننا وعقولنا وأفكارنا.
ولو عاينا التاريخ الإسلامي عندما كان في القمة والأوج وتمعنا في تنظيمهم لكافة الأمور لوجدنا أنه يسودها النظام وأفضل وسيلة لتشكيل نظام بشري هو تعاليم الإسلام اليومية من الوضوء إلى الصلاة إلى الصوم أركان تبث الفكر السليم قولا وفعلا وترفع الهمم. كثيرا منا لا يكترث لهذه الأمور البسيطة ودورها في قيادة الأمم، فالطبيعة تؤكد أن كل مكون من مكوناتها يبدأ بالشيء اليسير (الذرة)، وكذلك الفكر يبدأ من هذه التراتيب الصغيرة ونسأل الله أن يوفقنا للخير، وأن يتخذ كل فرد منا من الآن الترتيب والتنظيم ممثلا بتعاليم الإسلام طريقا له ولأسرته مما يؤدي إلى تعاظم الأمة وتطورها وعودتها للألق، وهذا الألق يقودنا إلى الاقتراب من حلم قد طال بأن تنعم مقدساتنا بالأمن والأمن وتتحرر من كيد الغاشمين.