في أثناء عودته إلى منزله مساء ، وبعد انتهاء دوام عمله الثاني مساء ، توقف خلف في محطة المحروقات لملء خزان سيارته بالقليل من البنزين .
ترجل خلف من سيارته ، وما أن تناول خرطوم البنزين من فئة أوكتان 90 ، حتى لمعت عيون زرقاء لفتت انتباهه، أمعن النظر فوجد أنها تعود لشاب وسيم ، دقق النظر؛ وهو يتساءل : والله شايف هالوجه ، ومار علي "القزازتين" الزرق .
ما هي إلا ثوان ، حتى تذكر ، وصاح بأعلى صوته " أبو زيد " ، دولتك : يا حيا الله.... شو خير ، بشوفك لحالك ؟ .
ألتفت أبو زيد ، وبخفه تصاحبها ابتسامة عريضة، نزع السيجار "الكوبي " من فمه ، وأجاب : انتبهت أن السيارة قد نفذ منها البنزين ، فتوقفت لأملأ خزانها .
بكل شهامة ، ناول خلف أبوزيد الخرطوم " خرطوم البنزين " ، فضحك أبو زيد وقال له : no thanks ، أنا "بحط " أكتان 95 ، لم يستسلم خلف ، وشد و"عييا" بالرئيس ، وهو يقول له : يا زلمة دولتك على رأسي ، أنت وال 29 وزير ناقص الوزير "غير البيئي" ، والله أفضالكم علينا كبيرة ، غرقتونا بالديون ، جوعتونا وشلحتونا ، والله واجبكم علينا نخدمكم ، ونستر عليكم ...
وأستمر بالحديث ،وهو يقول ... ما تخجل يا زلمة ، تناول من إيدي .
ضحك "أبو ضحكة جنان "، وهو يعض على "السيجار" بأسنانه ، ويقول بحروف بالكاد تجد طريقا لها للخروج : continue" "
خلف لم يفهم الكلمة التي قالها دولته، لكنه على سبيل الاحتياط ، "جحه" ، وقال له : طفي ، طفي هالسيجار.. وأخذ يقول له : لويش بتحط 95 ، ما أنت غليته جنان وأكثر من الجنان ، خليك على 90 .
لف رأسه أبو زيد وقال : بتنتع ، فأجاب خلف بعفوية المواطن الأردني وقال : دولتك ، خليها تنتع ، الحكومة بتنتع على المواطن ، والمواطن بنتع على حاله ، المهم ما يطفي المواطن .
"نحنح " خلف وقال : دولتك لمين بدك تعطيه ؟ رد أبو زيد : الخرطوم .
هز خلف رأسه وقال : لا صوتك دولتك ..إن ما خاب ظني صوتك رح يروح لمرأة ..
فكر أبو زيد وأجاب : لسه ما قررت.
استشاط خلف غضبا وقال : دولتك ، لماذا قرارات الرفع لا تأخذ منكم كل هذا التفكير ؟!
أنهى أبو زيد تعبئة سيارته بالبنزين ، وأخرج من جيبه مصاري ليدفع لعامل المحطة ، بشهامة مد خلف يده على جيبه ، وقال : لا دولتك ، خليها زي كل مرة من جيب الشعب ، أخرج أبو زيد 3 ورقات خضر ، وناولها للعامل ،وفوقها " أم الحمراء " .
خلف ، لم يستوعب القصة ، ونبه دولته بكل عفويه بقوله : إصحك ، ما يرجعلك الباقي ..
ضحك أبو ضحكة جنان بجنان ، وقال له : Excuse me ..I’m tired today
تجاهل خلف شو "رطن " دولته بالأنجليزي ، وقال له أتجرأ وأسألك، فأجاب : sure بخفه راح خلف وزبط قبة جوكيته ، وقال ، شو بتعمل بعد ما ينتهي دوامك بالرئاسة ، ابتسم أبو زيد ابتسامه شوي على صفار وقال له : أنا بشتغل 18 ساعة يوما" ، التفت خلف ، وقال : كل هذا الوقت تحتاجه لتشتغل فينا ، والله إحنا متعبينك ، الله يعطيك العافية ، بتتعب .
استمر بالحديث ، وسأل خلف ، بقدروك ؟ وبعطوك راتبين ؟ ضحك أبو زيد ، وقال : لا بنفس الراتب ، "فط " خلف، وقال له : ما تخلي حيطك واطي ، وما تقبل ، الحكومة بدها إلي قد حاله ، اطلب زيادة .
ضحك دولته ضحكة أخذت معالم وجه لليمين ، وقال له : sorry I have to go
خلف نهض حيله ، وشد كتافه ، وقال ، والله دولتك الحديث معك مش مفهوم ، ولا مدروس مثل سياسة حكومتك ، في رفع أسعار المحروقات ، لكن زي ما بلعنا ارتفاع الأسعار ، رح أبلع حديثي معك ، بس أسألك سؤال أخير : وين رايح بالليل ، ابتسم أبو زيد ، وقال :Drive
كشر خلف ، وقال لدولته ، شو قصدك ، قال له : No ، يعني مشوار ، شمه هواء.
قلب خلف على ظهره من الضحك ، وقال لدولته ، بالله عليك ، بتتمشور ، وبتشم هواء المواطن اللي أكلته هواء.
jaradat63@yahoo.com