ساعات قليلة ويدور الزمان دورته ، ويدخل عام جديد لا يعرف أحد ما يحمل في أيامه وشهوره إلا خالقه عز وجل ...
ساعات قليلة ويتجدد الدهر ويدخل تأريخ جديدة وأمتنا لا زالت تعاني من الهزيمة والضعف والظلم والاستباحة من الآخرين ، في فلسطين وسوريا إلى ليبيا واليمن ، ناهيك عن استباحة دماء المسلمين وكرامتهم أينما كانوا .
الأمم الحية في كل مرحلة زمنية تعيد تقييم ما مضى ، إلا نحن .. فواقعنا مستمر على الوتيرة ذاتها على امتداد قرن من تفرق وإصرار على الهزيمة وإدارة الظهر لعوامل النصر ، وتنمر القوي فيها على الضعيف وتجاهل الغني للفقير بقصد أو بدون قصد ، الأمر الذي ضاعف هزيمتها وتمزقها وتسلط الآخرين عليها..
فلسطين عنوان الهزيمة ، ترزح تحت وطأة القدم الهمجية ، وشعبها يدفع ثمن اندحار الأمة ، وإدارة الظهر لقضيته ، ففلسطين أصبحت عند الكثير من العرب والمسلمين من التراث ، والحديث عنها جزء من ديكور السياسة .
في المنظور المادي البحت العام الجديد لا يحمل للأمة جديدا إلا تعمق الهزيمة والفرقة ، فهي بحاجة إلى معجزة سماوية لإخراجها مما فيه، ولكن سنن التغيير عند الله تعالى واقعة لامحالة ، وتاريخ البشرية يثبت هذا ، فلا يمكن للأمة أن تستمر على هذا الواقع المرير وإن امتد الزمن، فوعد الله أبلج وإن طالت فترة المخاض ، خذ مثلا ما يحدث في فلسطين ، فكلما ظن البعض أن الإسرائيليين تمكنوا بخرافتهم التلموذية من الأرض والإنسان هناك خرج لهم جيل جديد يواجههم مذكرا إياهم أن لفلسطين أصحاب ، وأن الغزاة لا يمكن أن يستمروا بمشروعهم، هذه سنن التاريخ والصراعات بين الأمم .
لا مجال لنا إلا أن نعيد حساباتنا إذا أردنا أن نعود كما كنا، وأن تأخذ أمتنا مكانتها بين الآخرين الذين يخططون لحاضر ومستقبل البشرية ، والا ستظل على الهامش ، يخطط لمستقبلها غيرها ، ويستبيحها الآخر ويسيطر على مفاصل مسيرتها ويوجهها حيث أراد .
العام الجديد سيكون مليء بالأحداث والتغييرات على مستوى العالم ، فهناك قوى جديدة ستظهر ، وتحالفات أيضا جديدة ستطفوا على السطح ، وقوى ستتراجع وربما تختفي ، ولن يبقى العالم كما عهدناه ، فالخارطة الجديدة ترسم في الخفاء ولا يغرن أحد ما يجري على السطح ، فقد اعتاد الناس أن يكون ما يخطط في الخفاء غير كل ما يجري في الظاهر ، الغائب خاسر وعلينا أن لا نظل في متاهات الغياب، حتى ندافع عن حياتنا ووجودنا ، فربما تملك الأمة ثروات هائلة ، وربما يكون الاقتصاد لاعب أساسي في المعادلة الدولية الجديدة ، لكنه إذا لم يكن مدعوما بقوة السياسية لن يكون ذا فائدة ، فهل ينتبه أصحاب القرار في أمتنا أم سيظل الزمان يدور ونحن على مقاعد الإنتظار؟!!