لا تكن صلبا فتكسر .. ولا طريا فتعصر .. !
عاصم العابد
07-11-2010 02:39 AM
منذ ان أطلق المغفور له بإذن الله الملك الحسين شعاره العظيم الخالد: «الإنسان أغلى ما نملك»، والكل يحمل الشعار ويسابق الآخرين في الحرص عليه ويدعي السهر على تطبيقه والتفاني في تنفيذه. وها هي الانتخابات النيابية تجلو الشعار مرة أخرى وتلخص كل ما يطرحه السادة المرشحون من شعارات وهي بالآلاف، في شعار الحسين الجامع المانع: «الإنسان أغلى ما نملك».
وظل ملكنا عبد الله الثاني، يعلنها مدوية، لا خير في تنمية ولا في مشاريع لا يلمس المواطن آثارها ولا تنعكس على حياته رغدا وخيرا. فالإنسان في مملكة الفقر والعطاء والعلم والكبرياء، هو هدف التنمية وهو غايتها، وإذا لم تجثو أرقام النمو المتصاعدة والرسوم البيانية الخارقة لكل السقوف، عند عتباته معلنة عن نفسها أنها في خدمته وأنها من اجله فلا خير في كلمة، لأنها ستظل في حوزة نفر محدود معدود، يفصل الخطط والمشاريع على مقاييسه ثم «يلبها» ويستحوذ على ثمراتها وخيراتها.
نحن مقبلون على مجلس نيابي جديد، وبالضرورة على مجلس أعيان جديد، ولا شك ان هناك تجديدات ستصيب هذا المرفق او ذاك، ونتقدم الى اليوم الموعود، على خلفية آمال شعبية كبرى، وشهية وطنية مفتوحة على وعود الإصلاح والشفافية ومكافحة الفساد وتعشيب الحقل من الأعشاب الضارة والنباتات المتسلقة الضارة.
فمنذ زمن طويل والمواطن يقرأ بيانات وتصريحات حكومية، ويسمع جعجعة ولا يرى طحنا، في مسألة عليها إجماع وطني ماحق، هي مسألة مكافحة الفساد، التي ترفع شعبية أية حكومة الى السماء، وتمكنها من إجراء الإصلاحات، ومعالجة الاختلالات المالية والاقتصادية، ورفع وتصويب ما تشاء من أسعار، وهي تضمن تجاوب المواطنين وتفهمهم، واستعدادهم للتضحية والتحمل، ما دام ان المال العام مصان ومحفوظ ومحروس وفي حرز مكين.
لقد برهنت هذه الحكومة على صدق توجهاتها في عدة مواقع وقضايا كالانتخابات النزيهة والوقوف على درجة واحدة من جميع المرشحين وفتح ملفات الفساد والعزم على الإمعان في المكافحة العلنية وتفهمت الحكومة مقتضيات ومتطلبات الصحافة وخاصة الالكترونية فظلت مرنة وحوارية، كما وضعت خاتمة كريمة لمسألة المعلمين وكذلك تم تفهم موضوع القضاة وعمال المياومة والزراعة والكثير من الموضوعات التي فتحت بقسوة اول الأمر ثم راقت وشفّت وطاب ختامها !!
نتطلع الى صفحة جديدة، (السوبر ستار) فيها، هو المواطن عيشه وأمنه وماؤه وكرامته وعمله ودراسته وطبابته وضمانه الاجتماعي، نتطلع إلى صفحة جديدة وفصل مختلف في رواية الوطن، قوامها العدالة الاجتماعية والحريات العامة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد وجيوب الفقر وتطبيق شعار ان المواطنة حقوق وواجبات.
واملنا كبير ورجاؤنا عظيم من الله، ومن المواطن الواعي الذي يعرف ان يوم 9 تشرين الثاني، هو يوم الانتخابات النيابية وليس يوم الشجار العالمي. وان الاستقواء على بعضنا، هو استقواء على الوطن، وان الإضرار بزجاج مدرسة أو باطارات عربة او بكرامة منافس او شرطي هو فعل ارعن لا وطنية فيه ولا مرجلة.
ننتظر ان تتم الانتخابات النيابية، لنقطف ثمار انتظارنا وتعبنا شهورا طويلة، لا لندفع السفهاء منا الى الشجار والعنف والأذى، الذي قد يسبب خسائر في الأرواح، علاوة على الخسائر في الممتلكات العامة والخاصة، وفي هذا المقام، فإننا ندعو أنفسنا نحن المواطنين، وندعو إخواننا وابناءنا، رجال الأمن العام، الى أقصى درجات ضبط النفس، وأعلى درجات تنفيذ القانون، وحماية النظام، العام وسلامة الاقتراع وامن وسلامة المواطنين.
وقد آن أوان تنفيذ شعار « لا تكن صلبا فتكسر ولا طريا فتعصر.»
Assem.alabed@gmail.com
(الرأي)