الإخوان والمراجعة والمحاسبة
باسم سكجها
07-11-2010 02:23 AM
ثمّة ارتياح عام من العملية الانتخابية حتى الآن ، ومع أنّ جهات كثيرة تترصّد أية هفوة رسمية يمكن استعمالها وتضخيمها للتشكيك في النزاهة ، ومن ثم الحديث عن تزوير أو تزييف أو ما شاكل ، فالاعلان حتى الآن عن أيّ تجاوز يأتي من الحكومة نفسها.
هناك صرامة واضحة في هذه المسألة ، وهذا ما كان الجميع يطالب به في كلّ الانتخابات السابقة ، ومن الواضح حتى الآن أنّ الخاسر الأكبر هو الجهات التي قاطعت بموقف مسبق جاهز مفاده التزوير وعدم النزاهة ، قياساً على ما كان يجري في السنوات العشرين الماضية ، ولكنّ الواقع الذي نراه متحققاً أمامنا ينسف هذه الفرضية من أساسها.
المجلس المقبل سيفتقد وجود حركة جماعة الاخوان المسلمين ، والحركة نفسها ستفتقد وجودها هناك ، ونؤكد على ما يكرّره رئيس الوزراء هذه الأيام من أنّ السبب المعلن للمقاطعة كان ينبغي أن يكون السبب الأوّل للمشاركة باعتبار أنّ التغيير يمكن أن يكون داخل المجلس ، على صعيد السياسات والقوانين.
وفي تقديرنا أنّ هناك مرشّحين من تحت الطاولة من المقربين للحركة ، وسيفوزون بطريقة أو بأخرى ، وسيكون بالتالي لهم صوتهم ووجودهم تحت القبة ، ولكنّ التمثيل هنا سيكون بالحدود الدنيا التي تسمح بايصال الصوت ، دون التأثير بالنتائج ، ولو ظلّت الأمور تسير على النحو الحالي من النزاهة الى آخر صوت في آخر صندوق ، فسيكون أمام جماعة الاخوان المسلمين واجب المراجعة وربّما محاسبة المتسببين بالمقاطعة.
(الدستور)