طارت السنة بين الكذاب والمنافق ! ..
كل عام وأنتم بخير.. ها هم يودعون عام 2022 وقد تركوا لنا الكثير … أهمها كورونا التي لم يعد لها تأثير مباشر على حياتنا وإنما ما زلنا نعاني مما خلفته من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية.
عام 2022 عام التصفيات!، انتهى كأس العالم في قطر وإكسبو في دبي ، وانتهت معه كل النهايات للبدايات التي أجلتها الظروف في سنوات كورونا وما تبعها .
إننا عادة نبارك بقدوم العام الجديد وفي نفس الوقت نقول نراكم في العام القادم، هكذا أصبح شعورنا لأن الزمن أسرع مما كنا نشعر به سابقًا ..فما هي إلا لحظات لندرك فيها تغيير التاريخ ثم لحظات أخرى ندرك أننا قد أصبحنا في الماضي.
لقد تركت فينا عام 2022 كثيرًا من الندب و العلامات لم ولن تخفيها عمليات التجميل , ولا حتى المساحيق السحرية للحلول السياسية.. لقد أثرت في عميق نفوسنا كل الأحداث الحزينة وخسارتنا لمن نحب وخسارة مشاعرنا تجاه كل الأشياء الجميلة، نحن في مرحلة تعافي من صدمة كبيرة عشناها في مواجهة فيروسات كورونا وكانت النتيجة أننا انتصرنا على الألم والمرض وودعنا الأحبة الذين وافتهم المنية وتحملنا الظروف وأخذنا كل اللقاحات اللازمة ثم نهضنا من خضم هذه الميمعة العالمية، لنجد أن الحابل اختلط بالنابل وانتهى بنا العام بين هذا الكذاب وذاك المنافق .
من كان يدري أن هناك فرصة للخروج من الأزمات لخرج منها وساعد الجميع، لكن لا أحد يستطيع الخروج من الأزمة ما دام الكاذب ينقل الصورة والمنافق يجملها، فكيف سيراها من يراها، وكيف ستكون النتائج؟.
لقد تفشى بيننا هذا المرض العضال وخرج حامليه من جحورهم في غفلتنا وانشغالنا وأوهموا الناس بالخداع والكذب والنفاق بأن الحال في أفضل ما يكون وأن هناك فرصة كبيرة للنهوض بمستوى الأداء والكثير من الدهاء جعل الحال غير الحال …الخ .
نعم صحيح.. للتشخيص أهمية كبيرة في مواجهة الأمراض وخاصة المعدية منها ، الكذب والنفاق لهما مظاهر معروفة للجميع ولكن لا تنسوا أن هذا الداء يمتاز أصحابه بقدرتهم على الخداع فهو الكذاب وذاك المنافق ، يتسللون في ظروف معينة ، يستغلون حاجة الناس ، نرجسيون أنانيون في داخلهم ، مهتمون للآخرين بمظاهرهم الخادعة ، أهم صفاتهم الاجتماعية الخيانة للقريب والحبيب ، يسرقون باحترافية ، ارتادوا مدارس الشيطنة العالمية ، تتلمذوا على أيدي مجهولين الهوية ، تجمعهم علاقات وثيقة لا يعرفها إلا من تتبع خيوطهم العنكبوتية ، الكذاب وذاك المنافق هم أخطر من سبب لنا الضرر في هذا العام المنصرم ولكن سيكون هناك الكثير منهم في العام القادم اذا لم نتخذ اجراءات رادعة ضد انتشار المرض وحامليه بتطهير المؤسسات والمجتمعات وكل الأماكن في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، فتكون النتيجة عام جديد نظيف من الاوبئة البشرية .
أرجو من الله ان يكتب لنا الخير في عامنا القادم وينشر برحمته المحبة والسلام والوئام في كل النفوس، حمى الله الاردن وشبابنا وكل عام ومليكنا وولي عهده بالف خير.