بدأت عطلة مدرسية غرائبية بطول حوالي أربعين يومًا! وربما كان هدف أصحاب القرار- وهو بالمناسبة سابق للوزير الحالي- هو خدمة الطلبة والمدارس غير المدفّأة، وغير القادرة على شراء المحروقات في أشدّ أيام المربعانية! وربما كان الهدف توظيف كل الإمكانات لخدمة التوجيهي ، وهو هدف يقلّ جلالًا عن الهدف الأول! فالتوجيهي أولًّا والتعلم ثالثًا! ولا أعتقد أنّ العطلة قُدِّمت للطلبة كحق إنساني يستمتعون بها!
والوضع الحالي يعني أن الطلبة سيجلسون في بيوتهم دون كتب مدرسية ولو للتسلية بها، فقد سلّم حوالي ٨٠٪ منهم الكتب، وتراجعت الوزارة عن إلزامهم بدفع أثمانها. وللأمانة، فليس من المتوقع أن يفتقد الكثير منهم هذه الكتب. كما أنّ بعض الأسر الواعية ستخطّط بعض البرامج الثقافية لأبنائها: رحلات ، زيارات
بعض الأعمال المفيدة، لكنه يحق لنا أن نفترض أنّ غالبية الأطفال يعانون من فراغ، وأن قدرتهم على ملء الفراغ بطريقة إيجابية محدودة! ومن حقنا أن نتوقع أن جهات ما سوف تملأ هذا الفراغ الطويل، وقد لا نعرف من هي هذه الجهات؟ وقد يكون بعض هذه الجهات إيجابيًا، وهذا ليس مضمونًا؛ لذلك، فإنّ من حق الطلبة أن يجدوا برامج مسيطرًا عليها، ومعروفة لدى الجميع!.
والمشكلة الأكبر ربما هي في إعادة تأهيل الطلبة بعد انقطاع أربعين يومًا! فأطفال المرحلة الابتدائية الدنيا بحاجة لعدم نسيان بعض ما تعلموه، ومن يعانون من فقر التعلم سيزدادون فقرًا، خاصة أن وزارة التربية تعاني كثيرًا من ضعف التحصيل!.
الوزارة مشغولة بإدارة التوجيهي وضبطه وإقناع الطلبة والأهل بأن جميع الأسئلة من الكتاب!! ومشغولة بزيارات إعلامية إلى بعض القاعات! وبالمناسبة ، قلّت كثيرًا حركات اصطحاب التلفزيون لقاعات الامتحان هذه الدورة خلافًا للدورة السابقة!.
ويبقى سؤالي: كيف نوجّه الأهل لإشغال فراغ أربعين يومًا! سيستمتع المعلمون دون شك، وكذلك الطلبة ، وأرجو أن يتقبل الأهل ما أحدثه التوجيهي من فراغ طويل! فلا صوت يعلو على صوت التوجيهي!.