دبلوماسي إيراني: مؤتمر "بغداد 2" لم يتضمن دعوة بغداد للابتعاد عن نفوذ طهران
29-12-2022 01:53 PM
عمون - نفى القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى الأردن، علي أصغر ناصري، اليوم الخميس، وجود أي دعوة إلى العراق، في مؤتمر "بغداد 2"، للابتعاد عن نفوذ طهران؛ موضحا بأن النفوذ الإيراني بالعراق ليس إلا علاقات وطيدة أخوية أو معنوية بين البلدين والشعبين.
وقال ناصري، لوكالة "سبوتنيك"، تعليقاً على معلومات متداولة في وسائل إعلامية عربية، بأن قمة "بغداد 2"، تضمنت دعوة إلى العراق كي يبتعد عن النفوذ الإيراني، "بعيداً عما قالته تلك المواقع، لم يحدث في المؤتمر أو غيره أي دعوة للعراق، كي يبتعد عن إيران.
إيران والعراق بلدان جاران في حدود مشتركة تبلغ أكثر من 1400 كيلومترا. وللشعبين الإيراني والعراقي تاريخ عريق من العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية".
وأضاف ناصري، "في الحقيقة النفوذ الإيراني، الذي يتحدثون عنه، ليس سوى علاقات وطيدة أخوية أو معنوية بين البلدين والشعبين، ولا تمسها تلك الادعاءات بأي سوء".
وتابع قائلا، "مجرد دعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحضور المؤتمرات والحوارات واللقاءات، التي جرت على هامش الاجتماع بين رئيس الوفد الإيراني والجهات المشاركة، هو خير دليل على أهمية دور إيران في المنطقة".
وفي هذا الصدد، قال ناصري "من الجدير بالذكر أن هذه الادعاءات، ليست سوى محاولات لبعض الجهات خارج المنطقة، التي تكمن مصالحها في تخريب العلاقات الإيرانية - العربية".
وتطرق ناصري إلى مؤتمر "بغداد 2"، قائلاً "تم عقد مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة في الأردن بنجاح. وبهذه المناسبة، أُعرب عن تقديري وامتناني للأردن ملكاً وحكومةً لاستضافة المؤتمر وحسن إدارته.
هذا المؤتمر تم عقده أساساً لطرح قضية مساندة العراق في الجوانب المختلفة منها السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية".
وبين الدبلوماسي، أن "تنظيم هذا المؤتمر بمشاركة جميع جوار العراق، يعتبر تأكيداً على مساعي العراق، لتوفير مجالات التعاون في المنطقة بغية الوصول إلى الاستقرار والازدهار".
وأشار ناصري، إلى أن المشاركين في الاجتماع، أكدوا على دعمهم للعراق في المجالات المختلفة؛ والقمة عبّرت عن تضامن دول المنطقة والمنظمات المشاركة مع العراق.
واعتبر أن المؤتمر، أوجد الفرصة المناسبة للمشاركين، أن يوضحوا خُطَاهُم بخصوص آلية التعاون والمساندة للعراق للخروج من المشاكل، التي تواجهه في داخل العراق؛ لافتا إلى أن هذه المشاركة تعد نوعاً من التعهد للوقوف مع العراق.
وتمنى ناصري، أن تتحقق هذه الالتزامات والتعهدات، وأن يهيئ هذا المؤتمر الأرضية المناسبة لاستمرارية وانعقاد المؤتمرات المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال الدورة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، التي أقيمت في 20 كانون الأول/ديسمبر، تضمن بيانها الختامي تأكيد المشاركين على أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي، يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء.
وجاء انطلاق مؤتمر "بغداد 2" في الأردن، بناء على قرار صدر عن المؤتمر الأول، الذي عُقد في شهر آب/أغسطس 2021 في بغداد؛ لينعقد تأكيدا على دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، ولتطوير آليات التعاون معه بما يعزز الأمن والاستقرار، ويسهم في عملية التنمية في المنطقة.
يذكر، أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أكد نهاية الشهر الماضي، خلال زيارته إلى طهران، أن أمن بلاده وإيران يكمل بعضه البعض، وجزء لا يتجزأ من أمن المنطقة؛ مشددا على التزام العراق بعدم السماح لأي مجموعات باستخدام أراضيه منطلقا للإخلال بأمن إيران أو دول الجوار.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني استعداد طهران لتعزيز العلاقات المشتركة مع العراق في مختلف المجالات.
وتعتبر زيارة السوداني إلى إيران، أول زيارة إلى بلد غير عربي، بعد توليه منصب رئاسة الوزراء في العراق، نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
كما تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه عدة مناطق في إقليم كردستان العراق، قصفاً إيرانياً وتركياً، باستخدام المدفعية والطائرات المسيرة.
واستهدف القصف مواقع ومقار لأحزاب كردية؛ وهو ما اعتبرته الخارجية العراقية، خرقاً لسيادة البلاد، وعملاً يخالف المواثيق والقوانين الدولية.
وتشن إيران بشكل متكرر ضربات على إقليم كردستان العراق، تستهدف مواقع، تقول إنها تابعة لـ "جماعات انفصالية وإرهابية"؛ في الوقت الذي تنفي فيه بغداد إيواء أية جماعات تهدد دول الجوار.
"سبوتنيك -رانية الجعبري"