المتابع لمسيرة جامعة ال البيت يلاحظ ما تشهده في الفترة الاخيرة من حراك على كافة الصعد لتحقيق رؤى جديدة تواكب التطور والتغير السريع في بيئة التعليم العالي والانفتاح على العالم في سعيها نحو العالمية وفق استراتيجية واضحة المعالم وتسخير كافة الجهود لتحقيق الانجازات والتي بدأت واضحة وملموسة ، وهذا ليس من باب كيل المديح وعبارات الثناء والتفخيم والتعظيم لشخوص بعينهم وليس من باب المجاملة إذا تحدثنا عن صرح وطني وعلمي يحتل مكانة في ذاكرة وقلوب الأردنيين جميعاً لا بل كل من ارتاد هذا الصرح الشامخ شموخ الطود الراسخ عبر عقود من الزمن.

إنّ جامعة آل البيت والتي جاءت تجسيداً لرؤية الملك الراحل المغفور له الحسين بن طلال طيّب الله ثراه الباني ، جامعة آل البيت هي (جامعة وطن) ومنهل للعلم والمعرفة، ظلت وستبقى منارة شامخة تجود بالكفاءات والطاقات البشرية في شتى المجالات ومناحي الحياة الحضارية و التوكنولوجية والفكـــرية، وتساهم وتشارك في دروب الفكر والابداع الانساني فأضحت رائدة في التقدم ومازالت ترسم أروع أسطورة يشار إليها بالبنان بما حققته وتحققه خلال مسيرتها من انجازات في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية والاجتماعية.

فبالرغم مما تعانيه الجامعة منذ سنوات من واقع مالي صعب فرضه العجز المالي في موازنتها وشح الموارد، فقد حققت الجامعة من الإنجازات ما يفوق الإمكانات والتوقعات بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، والرغبة والإرادة التي حفزتها جهود أبناء الوطن الداعمين للجامعة ومسيرتها، ومثابرة وإخلاص كوادر الجامعة من أعضاء الهيئة التدريسية والإداريين والفنيين.

ومنذ تولي الأستاذ الدكتور هاني الضمور رئاسة الجامعة شكّل روافد بناء وتحديث وتطوير للجامعة على الصعيد الدولي والأكاديمي والإداري والإنساني وخدمة المجتمع، فبدأت رحلة النهوض بالجامعة.

ومنذ بداية العام الجامعي ٢٠٢١/٢٠٢٢ تم استحداث العديد من البرامج الأكاديمية، بمستوى الدكتوراه، والماجستير، والبكالوريوس، وفي إطار سعي الجامعة إلى تحسين برامجها الأكاديمية والمواد التي تطرحها تم إتخاذ الإجراءات اللازمة لحوسبة المتطلبات الإجبارية، انسجاماً مع التوجهات الملكية وقرارات مجلس التعليم العالي بهذا الخصوص لتدريس بعض المساقات الجامعية الأساسية وفق نظام التعلم عن بعد ( Online ). وفي نفس الإطار ستبدأ الأقسام الأكاديمية في الجامعة بحوسبة بعض المساقات الإجبارية اعتباراً من الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي ٢٠٢٢/٢٠٢٣ .

ونتيجة التوسع في استحداث البرامج الأكاديمية، ورفع الطاقة الاستيعابية لبعض التخصصات، واستقطاب الجامعة العديد من طلبة الدول العربية والإسلامية للدراسة فيها، ولقناعة الجامعة بأهمية وجود طلبة أجانب فيها، لغايات التصنيف الدولي، وانخراط طلبتها مع هولاء الطلبة، قامت الجامعة بتسويق برامجها الأكاديمية لدى العديد من الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية.

ولتحقيق معايير الاعتماد العام والخاص وصولا إلى معايير ضمان الجودة، فقد حرصت الجامعة على توفير العدد اللازم من أعضاء هيئة التدريس في مختلف كلياتها وأقسامها الأكاديمية، وفقا لدراسة إكتوارية قام بإعدادها مركز التطوير الأكاديمي وضبط الجودة، هدفت إلى دراسة واقع الجامعة من حيث احتياجاتها لأعضاء هيئة التدريس في ضوء زيادة أعداد الطلبة وتلبية لمتطلبات معايير الاعتماد وبناءً على هذه الدراسة وضعت الجامعة خطة ابتعاث مستقبلية للتخصصات النوعية،

كما حرصت ادارة الجامعة ممثلة برئيسها الاستاذ الدكتور هاني الضمور على ان تقوم الجامعة بدورها ومسؤوليتها المجتمعية تجاه المجتمع فقام بتاسيس مركز لتنمية وخدمة المجتمع واختيار كادر مميز لادارته ومنحه الدعم اللازم ليقوم بمهمته كأحد الوظائف الأساسية للجامعة ليكون واجهة الجامعة وحلقة الوصل مع المجتمع المحلي .
وفي اطار سعي الجامعة للتواصل مع الجامعات

والمؤسسات المحلية، والإقليمية، والدولية، فقد عقدت الجامعة العديد من الاتفاقيات مع جهات محلية وإقليمية ودولية في مجالات البحث العلمي، وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلبة، والتعاون الأكاديمي، وخدمة المجتمع المحلي، ومن أهم ثمار هذه الاتفاقيات حصول الجامعة على منح دراسية لطلبتها في العديد من الجامعات العالمية في المستقبل القريب.