لا احد ينكر مقدار السحر الذي يحيط بهذه الشخصية ، ولا أنكر افتتاني به، جيفارا حمل روحه على راحتيه وراح يقاتل جنبا إلى جنب مع الذين ظلموا خارج حدود بلده، فحفر أسمه في التاريخ الإنساني وصارت صورته رمزا للثورة على الظلم.
العالم كله يعرف جيفارا ولن ينساه لأنه ليس عربي والاهم ليس مسلم، فلو كان جيفارا عربيا لكان حاله حال الزرقاوي و أسامه بن لادن، وهو على كل حال "بعدني بحكي عن جيفارا" ملتحي وقاتل ضد المحتلين خارج بلده، وبالتالي سيكون من السهل تصديق التهم التي ستوجه إليه وسيعرف بأنه "اكبر إرهابي".
إياد فتيح الراوي، قائد الحرس الجمهوري أيام حكم الرئيس العراقي صدام حسين توفي في الأسر، أنهكت عظامه الرطوبة والعفونة، وأظن أن بقايا طعنات من شظايا وصليات من رصاص جعلت من منيّته أسرع، أتخيله في الساعة الأخيرة قبل أن يسلم الروح وقد اتكئ على جدار زنزانته الانفرادية رافضا أن يموت وهو طريح الفراش، جسده يرتجف بالكامل من شدة التعب وسكرات الموت، وأظن أن الحارس الذي يقف بباب زنزانته كان يراقبه ولا يفهم ما به...العرق يتفصّد من جبينه ونظراته حيرى...لعلّه رأى فيما يرى من ينازع الموت في تلك الساعات شهداء الفاو الذين قاتلوا معه ربما انّه نادى باسم صدام حسين وعدي وقصي...لا أعرف فكل هذا من وحي خيالي، لكني متأكد أنه أسلم الروح واقفا، نعم ففي أرض القادسيّة يموت الفرسان وهم وقوف، تماما كما هو حال جدهم صلاح الدين.
تنقل الصحف خبر فوز سوبر ستار، وقصّة مغنية تُقاضى لأنها لم تسدد التزاماتها المالية لمتعهّد حفلاتها، وخبر آخر البومات فلانة وعن فستان سهرة لعلاّنه وحتى عن ماذا تعشّى الرئيس الأمريكي....لكن خبر كخبر وفاة إياد فتيح الراوي ليس بالضرورة أن يعرف بها أحد...أحد أحد...أحد أحد...على روحك الطاهرة يا إياد الراوي.
لأن التاريخ يكتبه المنتصرون...سنكتب نحن للعالم سجلا حافلا عن تاريخ سوبر ستار وتاريخ راقصات وأبناؤهن وسيردد العالم معنا "بوس الواوا..."
qusainour@yahoo.com