المشهد الانتخابي .. عشية يوم الحسم !
د.احمد القطامين
06-11-2010 02:44 PM
عاشت البلاد خلال الشهر المنصرم وسط دوامات من الاخذ والرد.. والحوار حول قضايا اساسية ذات صلة بموضوع الانتخبات النيابية 2010. الحكومة ومؤسساتها فعلت ماكنة اعلامية ضخمة للترويج للانتخابات وحض المواطنين على الاستعداد للادلاء باصواتهم يوم التاسع من تشرين ثاني مشددة على اهمية نواتج هذه الانتخابات لتدعيم وتعزيز التنمية السياسية في البلاد، بينما شحذ المقاطعون من ماكنتهم الخاصة بمقاطعتها على اساس ان القانون الذي تجري الانتخابات على اساسه لن يقود الى نتواتج تدعم تلك التنمية السياسية المنشودة.
اما المرشحون الذين يزيد عددهم عن 800 مرشحا فقد تجاهلوا ذلك الحوار ومضوا في دعاياتهم الانتخابية كالمعتاد، فكل مرشح سعى الى افراغ كل ما في جعبته من وعود سيسعى الى تجسيدها على ارض الواقع اذا ما تم اصاله الى مجلس النواب السادس عشر.
اما المواطن –الناخب- فقد وقف اما حائرا وهو يستعيد لحظات مشابهة عاشها عند انتخاب ممثليه في المجلس الخامس عشر المنحل او مندمجا ضمن ماكينة اعلامية لمرشحي دائرته الانتخابية تعيد استنساخ ذات الشعارات التي كانت تطلق في الانتخابات السابقة.. والتي تبين بالملموس انها لم تكن تتعدى كونها شعارات جوفاء ادت في النهاية الى قيام جلالة الملك بحل المجلس والدعوة الى انتخابات مبكرة علها تنتج مجلسا اكثر انسجاما مع وعود اعضاءه الانتخابية واكثر انسجاما مع تطلعات الاردنيين وطموحاتهم.
ان احد اخطر ما كان المجلس السابق يمثله، انه مجلس من لون سياسي واحد وبالتالي اتاحت له تلك الخاصية ان يتحول الى ممارسة لون مصلحي واحد من الافعال.. فكانت المصلحة الشخصية في كثير من الحالات والسعي الحثيث لتأمينها تطغى على طبيعة الحراك البرلماني بدلا من ان يكون الوطن وهمومه النقطة المحورية للعمل، على الاقل وفاء لجزء من وعود اعضاءه التي اطلقوها في حملاتهم الانتخابية.
والان ونحن على مشارف يوم التاسع من تشربن ثاني يبدو المشهد لا يختلف كثيرا عن طبيعته يوم الانتخابات السابقة.. فالعديد من الوجوه ذات الحظ الاوفر بالفوز تتكرر بصيغة او باخرى ونفس الشعارات يعاد استنساخها وذات المرشحين من نفس اللون السابق والتوجهات يقفون على اهبة الاستعداد للاحتفال بالفوز، ونفس الناخبين ترتسم على ملامحهم علامات الحيرة ذاتها التي كانت ترتسم يوم الانتخابات الماضية.
في الختام، انها دعوة لكل الاردنيين ان يحكمو ضمائرهم وهم يتوجهون الى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء القادم وان يختارو افضل الاشخاص من بين المتنافسين في دوائرهم الانتخابية.. فتلك هي الطريقة الوحيدة للانسجام مع الرؤى الملكية التي ارتأت حل المجلس السابق لفسح المجال امام مجلس جديد بمواصفات وطنية جديدة، يرقى بالاردن الى مستوى الاردنيين.
qatamin8@hotmail.com