يقبل علينا عام جديد والنفوس حائرة والقلوب واجفة والروع مسيطر على احاسيسنا، ولا يكاد يكون هناك بصيص امل يلوح في الافق عله يخفف من ألمنا واستشاطة غضبنا مما يقع لنا في هذا العالم المترامي الأطراف ونحن جزء لا يتجزأ منه.
الأحوال الاقتصادية صعبة جدا على الصعيد العالمي والصعيد المحلي وما يرافقها من تراجع نسب النمو وزيادة التضخم وضعف سلاسل التوريد وآفة الحروب واندلاع الصراعات السياسية والاقتصادية وانتشار البطالة وضعف مستوى التعليم والهدر والبذخ وانتشار الفساد بجميع صوره وأشكاله.
الأوضاع العالمية وانعكاساتها السلبية على الواقع المحلي املت ظروفا معيشية بائسة وخلقت حالة من اليأس وفقدان الأمل في غياب الارادة الحقيقية للتصدي لهذا الواقع ومعطياته.
لا يتوقع ان يحمل العام الجديد معه الأمل وإن كان الأجدر أن يكون الإنسان متفائلا ومستبشرا ويحلم بما هو أفضل، إلا أن التجارب ووتيرة الايام الفائتة تلقى بظلالها على قادم الأيام.
إن النهوض الحقيقي من الكبوات لا يكون إلا على أيدي رجال صادقين من اهل العزم والعزيمة والكفاءة والجرأة والنخوة والصبر وتغليب المصلحة العامة على النزوات الفردية والانغماس في الملذات والشهوات وحب الذات وتفضيلها على الآخرين والسعي بنهم نحو تحقيق المصالح الذاتية بعيدا عن مصلحة الوطن وأبنائه.
إن المصارحة والمفاتحة وتقويم الذات أولا ووضع الأهداف والتخطيط السليم الذي يحمل الحس بالمسؤولية الكبرى تجاه هذا الوطن هو الفيصل لبداية سليمة موفقة..
الأمل لا ينقطع.. والرجاء مستمر.. والدعوات متواصلة.. إلى أن تنجلي الغمة وتفرج الكربة.