نعم ارهقتنا التحديات ومتاعب الحياة واعبائها وكبد معيشتنا وعجزت الامكانات عن مواجهة المتطلبات واصبحت حالتنا الوطنية اليوم لا تسر الصديق ونحن في خضم هذا السجال الوطني المتلاطم في اختلاف وجهات نظرنا او تشتت .
اجتهاداتنا فيما يدور حولنا من حراك وعراك وطني ظاهره غل مجتمعي من الحكومة وقراراتها وتبريراتها بضيق ذات اليد امام مطالب الشعب بتخفيض الأسعار وتحسين ظروفهم المعيشية.
وباطنه مطالب تنادي بالاصلاح وعدم القناعة بصواب النهج وسلامة الخطى وقد تعودنا على ذلك لطالما التحديات تعيد نفسها والاخطاء تتكرر في ظل عدم وجود سياسات واستراتيجيات وطنيه ذات رؤية وتصورات للحاضر وما هو ات من احدات او متغيرات او حتى الازمات وآلية الاستجابة لنواتجها والحقيقة ان خد الحكومة تعود على اللطيم.
ولكن ما يلفت الانتباه حول كل ما جرى خلال الايام الماضية ان يطفو على الساحة الوطنية تيارات من الشد العكسي في تفسير ما وقع من احداث مؤسفة ان اخذ البعض بالتأويل والتنجيم ونشر الشائعات التي لا حقيقة لها ولا تخدم مصلحتنا الوطنية بل وتزيد من انشقاقنا في افكارنا وتعمق من الاختلاف في وجهات نظرنا وراحت بغير سند للحقيقة والمعرفة وحتى ادب الاحترام لوعينا لتشكك بالرواية الرسمية الأمنية في تفسيرها لتلك الاحداث ٠
ليس من سبيل الصواب ان ننهش بسمعة امننا الوطنيلانه لامجال للعبث واللهو فيه وبمقدراته وانجازاته لانه ملكنا وثروتنا وليس امن الاردن ملك للحكومة ورئيسها او النواب او غيرهم لان امننا الوطني هيبتنا وكرامتنا وسلاحنا في الدفاع عن شرف امتنا ٠
في كل دول العالم المتحضر تحصل احتجاجات ومناوشات مع الحكومات وأجهزتها الأمنية لكن يبقى الوازع الوطني والقومي حاضرا في نفوس الامم الحرة التي تعتز بوطنيتها ولا علاقة لمطالبها الاحتجاجية بتلك الثوابت المتأصلة في نفوسهم ٠
هذه امريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا كلها تشهد غضبة شعبية بسبب ارتفاع تكاليف الحياة وكلها تطالب بزيادة الاجور لمواجهة الغلاء
لكن تبقى حدود الامن الوطني عند شعوبها خطوط حمراء ل اتتهاون فيها او التطاول عليها ولا يسمح بالانتقاص منها لانها جزء من مقومات حماية امنها القومي ٠
الشعوب اليقظة الواعية تحلل وتفكر ثم تقرر ولا مجال عندها للتسلية او العبث بمقدراتها القومية وقوة الوطن ٠
اين بصيرتنا الوطنية من أولئك الذين يوسوسوا في عقول الناس ويهرفون بما لا يعرفون وهم يتهمون مؤسسات سيادية وطنيه بافتعال الاحداث وتدبير الازمات الأمنية وتمزيق نسيجنا العشائري والاجتماعي كما يقولون في ترهاتهم وأغاثهم لماذا هذا التشكيك الذي يهدف الى زعزعة ثقة ابناء الوطن بمسيرتهم ومؤسساتهم وقدراتها ٠
ليست هذه الديموقراطية الراشدة ولا هذه المعارضة الناصحة التي لا تمتلك فكر نير ونقد هادف ولا ترتقي الى
مستوى تحدياتنا وكل ما تملكه من ادوات لا تتعدى حدود كسب الاضواء في الضوضاء والتسلق على سلم الوطنية لاجل مصالح فردية او تصفية حسابات ٠
اين وطنيتنا وقوميتنا واعتزازنا الوطني باننا أردنيين ؟اين بصيرتنا الوطنيه والدينية ونحن نسمع قول الله ونردده اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا لايحق لاحد ان يبث خطابات الكراهية واحاديث الفسق والبغضاء بين الناس ويدعي انه من ابرار الوطن لان في ذلك خيانة للشرف الوطني وامانة الضمير وخرق للامن وتقويض للجهد للمسير بوطنتا الى الامام ٠
وأنه لمن الحكمة والرشد الوطني ان يقال خيرا بهذا الوطن او الصمت فذلك انفع حمى الله هذا البلد الامين وادام عزه ومجده في ظل قيادته الحكيمة والرحيمة ونهضة شعبه العظيم ٠