فيصل الفايز .. والبيت لا يبتنى الا له عمد
المحامي محمد الصبيحي
05-11-2010 11:08 PM
كلما جالت في خاطري ذكرى الشيخ مثقال الفايز , وشبله عاكف الفايز رحمهما الله الى أن يصل الخاطر الى طيب الذكر فيصل الفايز وثلة قليلة من رجالات الوطن الكبار أجدني اردد أبيات الشاعر العربي ( الافوه الاودي ) حين قال:
والبيت لا يبتنى الا له عماد ولا عماد اذا لم ترس أوتاد
فان تجمع أوتاد وأعمدة وساكن بلغوا الامر الذي كادوا
الى أن يقول :
تهدى الامور بأهل الرشد ما صلحت فان تولوا فبالاشرار تنقاد
عرفناه نقي القلب ندي الكف طري اللسان شيخ عشيرة ورجل دولة بشوشا قواما في الملمات نصيرا لكل ضعيف وصاحب حاجة , لم نسمع عنه فحشا في القول ولا شينة في الفعل , تربى في مدرسة الشيوخ الرجال وتتلمذ في مدرسة الحسين وأكناف الهاشميين.
لم أعرفه عن قرب الا بعد أن ترك رئاسة الوزارة وقد حاورته ذات صباح على انفراد في بيته لساعة كاملة فوجدته الخبير في شؤون السياسة وأحوال الناس , هاشمي الولاء حتى العظم ,, عارفا بقضايا الوطن حريصا على وحدة الشعب وتكاتفه والتفافه حول الملك القائد مدركا أن قوة الاردنيين في وحدتهم وعلمهم , لا يفرق ولا يخطر بباله أبدا أي تمايز بين أردني وأردني من كافة الاصول والمنابت الا بمقدار الانتماء والعطاء للوطن ,, لم يكن يوما تاجرا ولا أستثمر مواقعه الرفيعة ليكون صاحب شركات وأستثمارات يخفي أستثماراته في دول اخرى عن أعين الناس كما فعل غيره , ولم يجرؤ أحد على المزاودة عليه في حبه للأردن وولائه للعرش , وقد عرفت من أحد الاصدقاء ولعه بالاغنيات الوطنية وخاصة تلك الاغنية التي تشدو بالقول ( هذي بلدنا وما نخون عهودها .. ونجود لكن جودنا من جودها ) ,, نعم فلحم أكتافنا وعظام أطفالنا من ثرى الاردن وجوده.
واليوم اذ يقدم فيصل الفايز نفسه جنديا أردنيا في خدمة الملك والشعب فانه لايخفي أنه يسعى (للنهوض بأداء سلطة التشريع وإعادة الهيبة لمؤسسة البرلمان وإحياء دورها في حماية المصالح العامة للناس والوطن ) وهي مهمة ملحة تحتاج فعلا الى أهل الرشد مثله , أهل الرشد الذين أبتعد عديدون منهم وسط ضوضاء أصحاب الصوت العالي والنحيب الذي يصم الاذان حتى بتنا لانفرق بين كلمة ( انتخبوا ) وكلمة ( أنتحبوا ).
ولو أن أهل الرشد نهضوا كما نهض ابن الفايز من أجل الوطن وكما نهض مثقال وفرسان بنو صخر مطلع القرن الماضي لرد هجمة دموية شرسة كادت أن تجوس خلال الديار , لما تباكينا على مجلس أضاع هيبة السلطة التشريعية في خضم المصالح والصغائر الى أن ضاق الناس ذرعا به فاستجاب الملك القائد ووضع الامر مجددا بين أيدينا , ووضعنا أمام أمتحان ضمائرنا وحبنا لوطننا ووحدتنا.
نعم تهدى الامور بأهل الرشد ما صلحت فان تولوا فبالاشرار تنقاد . وأهل الرشد مثل فيصل الفايز لايحتاجون الى دعاية انتخابية ولا ثناء من كاتب وانما هي مصلحة الوطن التي تملي علينا رد الفضل الى أهله وقول كلمة حق تساهم في تقويم المعايير التي أختلت والتشوهات الدخيلة التي تسيء الى الوطن والديمقراطية وجرأة الضعاف على التصدي للشؤون العامة وتواري أهل العلم والخلق عن حمل المسؤولية , ولعل نهوض ابن الفايز يعيد مستقبلا هيبة الانتخابات المفقودة وغياب أهل الحل والعقد من كبار القوم , وتشتت العشائر فوضى لاسراة لهم.
وأخير أقول جملة واحدة ان فيصل الفايز درة الانتخابات النيابية وسيكون نجم السلطة التشريعية بدون منازع ان شاء الله .