تهدى فاتحة الكتاب إلى أرواح الشهداء الابرار كلما تذكر الأردنيون المصاب الجلل بشهداء الوطن، واذا كان الانسان أغلى ما نملك، فإن الدم الأردني الزكي لا يُراق إلاّ دفاعاً عن الوطن، ليظل الشهيد هو ذاكرة التاريخ الأردني.
وفي الوقت نفسه، فإن تقديم واجب العزاء لعشائر الأردن ذوي الشهداء الأبرار ومشاركتهم هذا المصاب الجلل لهو تعبير عن روح التضامن ومتانة الأواصّر الإجتماعية والوطنية.
فقد أَعْرب المجتمع الأردني بمختلف مكوناته واطيافه وتنظيماته على أن المواطنين جميعاهم طرف واحد في هذا المصاب.
إن الأزمة التي تصاعدت وتفاقمت تعبّر عن الحياة الضّنك كان يمكن وأْدها بنهج مجتمعي تشاركي يشمل القطاعات والمؤسسات العامة والخاصة ومنظمات المجتمع المدني بمختلف مكوناته وتنظيماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالمجتمع الأردني الذي حقق أعلى نِسب التعليم أقليمياً وعالمياً يدرك الأدوار المنتظرة لقياداته السياسية والإقتصادية والمجتمعية، وبمقدورها التوّصل إلى حلول آمنة للأزمة برؤية واعية وواقعية.
وذلك من خلال النهج الديموقراطي التشاوري، والحرص على قِيم السِّلْم الإجتماعي، والحفاظ على أمْنِ المجتمع، وحماية الوطن، وفي الوقت نفسه احترام حق المواطن في التعبير السلمي عن مطالبه وقضاياه المعيشية التي يكفلها الدستور والقانون.
ولذا، فإنه يتعين على مختلف الأطراف المعنية بالأزمة، رسمية كانت أم شعبية أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية في مبادرات تشاركية للخروج من الازمة، حفاظاً على المكتسبات الوطنية في التنمية المستدامة والتنمية البشرية، وحفاظاً على أهمّ ما يمتلكه الوطن وهو رأس المال البشري.