قرار طالبان بمنع التعليم الجامعي للمرأة قرار مدان بكل المقاييس وأولها وأهمها المقياس الإسلامي الذي كانت أول كلمة وحي فيه "إقرأ"، وفي العهد النبوي كان يفرج عن الأسير مقابل تعليم عشرة من المسلمين، وفي تاريخنا كان الحكام يخصصون من وقتهم للاجتماع بالعلماء في شتى العلوم، ولهذا كان عندنا الأطباء والمهندسون والكيميائيون والفيزيائيون والفلكيون.. وبالطبع علماء الشريعة المجتهدون من الفقهاء وأهل اللغة والبيان.
طالبان صنيعة مثل كل صنيعة هدفها تشويه الاسلام، فطالبان وداعش والتكفير والهجرة والقاعدة وجماعات الإرهاب والاغتيالات وإثارة النزعات والطائفية كلها جماعات مصنوعة علمت أم لم تعلم، لأن المهم هي الثمار المرة التي نحصدها من ورائهم!!.
لما خلق اللهُ آدمَ لم يكن البناء البشري مكتملا إلا بعد وجود حواء. ووجودها ليس لمجرد وجود جسم بل كيان عقلي عاطفي له مشاعره وطموحاته وآراؤه وأداؤه وإنجازاته.
لو قلنا للمتطرفين الذين يدعون التمسك والالتزام: اذا مرضت زوجاتكم فهل تحبون أن يكشف عليهن طبيب أم طبيبة؟ لقالوا بصوت عالٍ: طبعا طبيبة. إذن لا بد أن تدرس الفتيات الطب والتمريض وكذا لو كان السؤال عن التعليم والأمن وغيرها، ولهذا فنحن بحاجة إلى الطبيبة والممرضة والشرطية والمعلمة والأستاذة الجامعية وكافة نواحي الحياة.
طالبان تشوه الاسلام كما فعلت وتفعل داعش وكما فعلت القاعدة بمتفجراتها العمياء. الحل ليس مطاردة هؤلاء فحسب بل مطاردة فكرهم والسماح بوجود نموذج إسلامي حضاري لان مطاردة المعتدلين وتلبيس التهم لهم وإقصاؤهم كما حصل في الجزائر ومصر وتونس وغيرها يعني بالضرورة مجيئ المشوهين والعملاء والأغبياء.
وعليه فإن الذين يديرون المشهد مطالبون بالاختيار وعليهم أن يتذكروا أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر.