تابعت نشرة الراصد الجوي للوطن، والتي أشارت إلى أن هناك إشارات جيدة لتشكل عدة منخفضات جوية مع نهاية الشهر الحالي وبداية العام الجديد. وتوقعت دوائر مناخية أن تشهد المنطقة خلال الأيام المقبلة أجواء غير مستقرة بحيث تتأثر المنطقة بتيارات باردة ورطبة تؤدي إلى تشكل حالة من عدم الاستقرار الجوي تترافق بالرياح الرطبة والأمطار.

ما المتوقع؟
والحاصل فإن هذه الأحوال المناخية الصعبة التي من المنتظر أن تواجهها فلسطين تدفعنا للسؤال عن وضع قطاع غزة خلال الفترة المقبلة ، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي السيئ مقارنة بالوضع الجيد نسبيًا في الضفة الغربية في ظل الجهود التي تقوم بها السلطة الفلسطينية

وبقراءة تحليل مضمون الكثير من حسابات ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة هذه الأيام ، خاصة في غزة سنجد:

１- الكثير من هذه الحسابات تنتقد البني التحتية السيئة التي تتواجد في قطاع غزة ، وتؤثر على استقرار الأوضاع بالقطاع خاصة في فصل الشتاء.

２- يطرح الكثير من الفلسطينيين والنشطاء عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات عن مسار المساعدات والموازنات المالية والمنح المخصصة للجمهور الفلسطيني ودعم القطاع ، وأين ذهبت الآن؟

３- هناك فئة أخرى أيضا تشير إلى أن الاستقرار الأمني وفي النهاية يسمح بتحسين الوضع الاقتصادي والرفاهية ونوعية الحياة.
حقائق ثابتة

من الواضح إن مشاكل البنية التحتية المقبلة التي تعاني منها غزة لن تعالج بسهولة ، خاصة وان الوضع الهندسي والاقتصادي للقطاع بالفعل يؤكد إن الأزمات التي يمر بها لم تستطيع حماس وحدها التغلب عليها ، بالإضافة إلى احتياج القطاع للكثير من المساعدات الهندسية لعدة أسباب منها:

１- زيادة عدد السكان المضطرد والذي يشكل ضغطا على البنية التحتية بالقطاع

２- كثير من المرافق سواء الهندسية أو التقنية بالقطاع تحتاج إلى أدوات وتقنيات مستوردة من الخارج ، ولا يمكن الآن القيام بهذه الخطوة في ظل الحصار المفروض على القطاع.

３- يذخر القطاع بالكثير من المواهب والمهندسين والخبراء الأكفاء المتميزين الذين يحتاجون فقط الإمكانات من أجل العمل، ولكنهم لا يجدونها بالمرة.

４- هناك خلل إداري ومشاكل بيروقراطية تعيق الجهود العربية لمساعدة القطاع سواء إن كانت هذه الجهود مصرية أو قطرية ، وهو ما يؤكد عمق المشاكل الهندسية لغزة.

５- الصعوبات البيروقراطية والسياسية التي تتعرض لها غزة تمثلت مثلا في صعوبة الموافقة على اتخاذ الإجراءات العملياتية لاستخراج وإنتاج الغاز من حقل"مارين" ، وبات من الواضح أن هناك تخبطا سياسيا واقتصاديا بين السلطة الفلسطينية التي ترغب في استخدام الأرباح للجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية ، بحسب بعض من قيادات حماس ، وبين الإدارة في غزة ، الأمر الذي أدى إلى تجمد وتوقف هذا المشروع الذي كان سيحمل الخير الوفير لغزة حال تدشينه.

التقديرات الاستراتيجية
عموما بات من الواضح عمق أزمات القطاع ، وهي الأزمات المتنوعة بين الاقتصاد وضعف البنية التحتية والاحتياج لقطع الغيار اللازمة لإصلاح المعدات الموجودة ، وهو ما يزيد من عمق الأزمة ويتطلب مساعده عربية ودولية سريعة لإنقاذ غزة.