يطيب لي ونحن نستذكر فقيدنا الكبير تذكيركم واياي بان رحيل اخ وصديق وشريك وحليف للعلم والعلماء مثل شقيقنا الفقيد ابو ايهاب خسارة حقيقية وفادحة ليس فقط لكل من احب الرجل او اقترب منه او عمل معه ولكن لكل محبي العلم والمعرفة ولكل من تملكه يوما في شغف الاقتراب من مؤسسات التعليم والاسرة الاكاديمية الى حد الالتصاق بكل من ينفع الناس ويبذر في ارضهم الخير والمحبة والتقدير والاحترام لقيم المهنية والعلم .

يصعب علي بصراحة شديدة تعريف رفيقنا الراحل ليس لأنه من القامات التي نعتز بها ولديه شغف اثار فضولنا طوال الوقت بالتعليم العالي وفرص التميز فقط ولكن لأنه قد يكون الحالم الابرز الذي صادفته لا بل عملت معه وبقيت الى جانبه في هذه الدنيا طوال عقود .

ابو ايهاب رحمه الله ليس من الحالمين المحايدين فهو رجل استثنائي حقا بمعنى انه سرعان ما يسعى نحو تفجير احلامه وتلك ميزة تنقص الكثيرون منا والحلم مع فقيدنا استند دوما الى منجز على الارض حقق فيه الكثير بعدما منحه الله سبحانه وتعالى قدرات مدهشة على التكيف والثبات والانتاجية .

واصابع الفقيد الغالي ومآثره في وطنه الفلسطيني المحتل ووطنه الاردني الذي يرفل بالعز والاستقرار وكذلك في صحارى الربع الخالي والوطن العربي خير شاهد على تلك الانتاجية فقد استمد الفقيد من تجربته في الماضي ثقة عميقة وعزيمة قوية وصلابة في التصميم .

ولا نخفي سرا هنا ونحن نتحدث مع هذه النخبة الطيبة من الذين زاملوا ورافقوا وراقبوا ابو ايهاب في حياته الحافلة بالخير والعطاء ان حلمه ومبعث عشقه كان المساهمة في ارساء دعائم مؤسسة عريقة للتعليم العالي تسم بالتميز وفي كل المجالات خصوصا وان رجلنا هنا كان يحلوا له ان لا يكتم احلامه وتطلعاته خصوصا في تثبيت دعائم هذا الصرح العلمي الرفيع الذي نلتقي فيه اليوم .

وللحلم والمنجز قصة مع فقيدنا الكبير فقد كان محبا للعلم والتعليم بعدما حرمته نكبة فلسطين منهما فلجأ الى تفجير احلامه بدعم مؤسسات التعليم العالي واسناد اقامة صرح علمي كبير والسخاء في الانفاق والتدعيم بعيدا عن الحسابات التجارية فقد طلب ابو ايهاب من رئيس سابق لجامعة الزيتونة ان لا يتردد في الانفاق عندما يتعلق الامر بأقصى درجات الجودة في التعليم الاكاديمي.

هوس فقيدنا بتطوير الجامعة والعلم والمعرفة مكتوب على جبينه في التواصل مع الجميع وقد كان رحمه الله دائم التواصل معي شخصيا وهاجسه تحسين برامج التعليم والاداء ومناقشة شؤون الجامعة غير اني اشهد امام اله وامامكم انه احتجب عني طيلة الفترة التي توليت فيها مسؤولية التعليم العالي تعففا ونزاهة وحرصا لا يليق الا بالكبار .

فقدنا الكثير بغياب ابو ايهاب واملنا انه يرفل بالرحمة والمغفرة بين يدي الله سبحانه وتعالى والعزاء هو بصماته واعماله في مجال العطاء العلمي والتي قل نظيرها شرق نهر الاردن العظيم وغربه .

رحم الله ابا ايهاب وألهم من احبه ويفتقده الصبر والسلوان .