بمناسبة الانتخابات .. احترام أمن البلد معيار تحضرنا!
شحاده أبو بقر
04-11-2010 03:40 PM
يوم الاقتراع لانتخاب مجلس النواب الجديد صار وشيكاً، وهي مناسبة نسأل الله جلّت قدرته ان تكون بحق مناسبة وطنية راشدة محترمة، تتجلى فيها الأخلاق السامية في التعامل الراشد الكريم بين أبناء البلد الواحد، حيث يتنافس الشرفاء بشرف بعيداً عن كل أشكال التشنج والتوتر والتعالي فوق القانون وخرق النظام العام.
ندرك حاجة كل مرشح ومؤازريه وأقاربه ومن هم معه للعمل المكثف من أجل الفوز، لكننا ندرك كذلك أن أمن البلد وسلامة مؤسساته وسلامة شبكة العلاقات بين مواطنيه كافة، أهم بكثير جداً من أن يفوز فلان ويخفق فلان، والشعارات المرفوعة في سماء المملكة وبكل ما فيها من تأكيدات الحرص على الدولة وعلى الوطن وخدمة الناس وتحقيق المنجزات وصيانة القيم النبيلة في هذا الوجود... هي شعارات يجب ان تترجم في السلوك الانتخابي ابتداءاً، في صورة حرص على أمن المجتمع وأمن الدولة، والابتعاد عن كل سلوك مشين يمكن أن يكون سبباً "لا قدر الله" في تعكير صفو الأمن واشاعة الفوضى وتخريب العلاقات بين مكونات المجتمع في هذا الركن أو ذاك من هذا البلد الذي هو أمانة في أعناق الجميع.
الأمر الوحيد المؤكد كمعلومة منذ الآن بشأن الانتخابات هو أن مائة وعشرين مرشحاً سيفوزون بمقاعد البرلمان الجديد وأن مئات المرشحين الآخرين لن يكون الفوز حليفهم، ولهذا فإن طبيعة الأمور ومنطقها يقولان بأن الجميع لا بد وان يتقبل النتيجة كما هي إلا إذا كان لديه شك فيها فله عندها أن يطعن في ذلك وفق ما كفله الدستور، أما أن يعتقد أحد هنا أو هناك أن بمقدوره أخذ القانون بيديه والتعبير عن الغضب أو الاستياء بالشكل الذي يراه هو، فذلك أمر مرفوض وغير مقبول أبداً وهو تجاوز على حقوق الناس وعلى الحرية وعلى القانون وعلى كل القيم السامية في حياتنا، وكذلك فان الفائزين في الانتخابات لا يملكون حق استفزاز الآخرين عبر وسائل تعبير متخلفة عن الفرح بالفوز، وعلى من يصبح نائباً بإرادة الشعب أن يحترم أمن البلد ومشاعر الناس الذين أخفقوا في تحقيق الفوز والذين عليهم أخذ الأمور بروح رياضية تنافسية شريفة والذهاب لتهنئة زملائهم الفائزين تعبيراً عن سمو أخلاقهم وتحضرهم وحسن مواطنتهم!.
نسأل الله العلي القدير أن تجري الانتخابات بصورة تؤكد تحضر مجتمعنا ورقي سلوكنا وعمق فهمنا الصحيح للديمقراطية ولمعاني الانتخاب الحقيقية، وعلى نحو يريح أجهزة الأمن العام من عناء التعامل مع أية تطورات أو مشاحنات، فبقدر ما نكون هادئين يوم الاقتراع ويوم النتائج، بقدر ما نعطي لغيرنا أفضل الانطباعات عن بلدنا وعن تطورنا هذا من ناحية، وبقدر ما نحترم أمن بلدنا وأمن مواطننا وأمن منجزاتنا ومؤسساتنا، وأمن الأردن أهم من كل انتخابات!.
الراي