الارهابيون ليسوا أصحاب فكر هم حملة معتقدات خاطئة
د.محمد البدور
21-12-2022 08:45 PM
درجت التعريفات الجنائية للإرهابين المعوجين بمعتقداتهم وخرافاتهم وجهالتهم ان يطلق عليهم أصحاب فكر إرهابي او تكفيري او متطرف.
ليس من الصواب ان نقول انهم اصحاب فكر ونتبعها بوصفهم بدعاة الضلالة والجهل والتخلف فهم معتقدون لا مفكرون بغض النظر عن طبيعة الاعتقاد الذي يقودهم الى تصرف مخالف للعقل والتفكير فما يحملونه مجرد تصورات او تخيلات واهمه ناتجه عن هوى النفس وهشاشتها بالاستجابة للعواطف وهذه الحالة توقع بصاحبها ليكون ضحية معتقداته العمياء، حملة المعتقدات المتطرفة ليسوا اسوياء التفكير وهم حالة شاذه عن الاخرين ويعتبروا انفسهم انهم مستضعفين ومظلومين او محرومين والحقيقة انهم فاشلون مهزومون في الحياة ويهربون من واقعهم الى واقع.
اخر يصنعونه لأنفسهم ويتقوقعون فيه بحجة انتزاع الحقوق المسلوبة منهم كما يعتقدون ويتخيلون ولذلك لا يجوز ان نقول انهم أصحاب فكر لان الفكر هو اشغال للعقل ومبني على التحليل والتعليل والمقارنة وتصور النتائج مما ينتج عنه احيانا تغيير الاعتقاد.
فمثلا قد يعتقد الفرد انه غير محظوظ بالحياة او انه مسحور ولكن اذا ما رجعنا الى أدوات العقل من التفكير والتحليل واليقين نجد ان النتيجة تنتهي بتغير الاعتقاد باعتبار ان ما تم الاعتقاد به خطا لانه يتنافى مع العقل والتفكير.
وعليه فان الوصف الحقيقي لمثل هؤلاء المخالفين للعقل والمنطق والتفكير ان نطلق عليهم وصفا اقرب لحالتهم انهم اما متخلفين او مجانين او متطرفين واصحاب معتقدات تكفيرية اجراميه وكثيرا ما تغذي الشائعات والتهويل والاكاذيب تلك المعتقدات والتي يبثها غوغائيون او أولئك المتلاعبون بالعقول من اصحاب الاجندات التي ترتبط في كثير من الاحيان باهداف سياسية او عنصرية او عرقيه كما وتؤثر قنوات الاعلام الموجهة بما تبثه من خطابات الكراهية والفتن على تعزيز تلك المعتقدات والتي تؤثر في بسطاء التفكير كالرصاصة التي تصيب هدفها.
في تجاربنا الامنية حالات دالة على هذا التعليل والتفسير بحيث انه تم القبض على بعض المتطرفين وكانوا حاملي تلك المعتقدات المنحرفة ولكن بعد خضوعهم لجلسات علاجية تصحيحية لمعتقداتهم ومحاكاة لعقولهم وتقديم البراهين فقد تغيروا وتم الاستصلاح بفكرهم.
المتطرفون بمعتقدات دينية يفجرون انفسهم وتتمزق اجسادهم لانهم يعتقدوا ان ابواب الجنة تنتظرهم وفيها الحور العين والمتطرفون لعرقهم يقتلون الناس من غير جلدتهم لانهم يعتقدون انهم ابطال.
ولهذا وعندما تكون هناك جهات معادية تريد الصاق مصطلح الارهاب بالعمل الدموي المنطلق من معتقدات دينية عندها سيكون على صانع الهدف ان يستخدم ادوات دينية لاجل احداث التأثير وتعبئة القناعات وتغير الاعتقادات عند الضحية لتكون المخرجات فئات متطرفة بمعتقداتها التكفيرية.
لقد نجحت كثيرا من اجهزة المخابرات العالمية في تحقيق اهدافها من خلال صناعة المعتقدات وتغيير القناعات لتحقيق أغراض سياسية.
ومن هنا فقد يتقمص صانع الهدف الكثير من الادوار الدينية او الوطنية والاصلاحية وقد يلعن الشيطان الرجيم ويطال بلحيته ويكحل
عينيه ويلبس العمامة ويشتم الزعماء ويشكك بوطنية الاخرين والخ ومن ثم يبدا بتقديم وجبات السم تجاه الدولة او الامة المستهدفة وساستها وجيشها ومؤسساتها وحتى تجاه المتدينين والمدنيين ليصل بالضحية الى حد الاشباع الذي يجعل منها قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار.
وهكذا يصنع الارهابين المتطرفين وتزهق ارواحهم معتقدين انها طريقهم الى جنات النعيم او لبطولات سيخلدها التاريخ من بعدهم لذلك ليس من الصواب ان نصفهم باصحاب فكر بل هم حملة معتقدات جاهلة غامضة تتنافى مع العقل والتفكير وهم فتيل لاشعال الازمات ووقود لنيران تشعلها وكالات وجهات ومنظمات لتحقيق اهدافها.