لم يوفّق الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشبيه حماس بالقاعدة ، وقد يكون غلبه إنفعاله وفاض معه الكيل إلى درجة التجاوز على الحقيقة ، ولكنّ الأمر هذه المرّة يكاد يكون تحريضاً لاسرائيل وما يسمّى بالمجتمع الدولي المستفزّ أصلاً من القاعدة لاستخدام القوّة ضدّ حماس وغزّة ، لتبدأ حلقة سوداء جديدة في مسلسل القضية الفلسطينية المحزن.وما قامت به حماس لا يُغتفر ، ولا يبرّره أيّ منطق ، ونعتبره من الخطايا السياسية الكارثية ، ولكنّ المسؤولية التاريخية التي يحملها الرئيس الفلسطيني على كتفيه ينبغي أن تجعله يتحسّب من أيّ كلمة تصدر هنا أو هناك ، ومن أيّ موقف قد تترتب عليه تداعيات كبيرة ، ولو حصل واعتبر المجتمع الدولي "حماس" مرادفاً للقاعدة ، فليس الحصار وحده هو الإجراء ، بل سنصل إلى قرارات دولية تحت البند السابع كما جرى في مناطق أخرى. ولا سمح الله ، فالنتيجة الطبيعية لمثل هذا التطور هي في تحوّل كوادر حماس إلى ما يشبه القاعدة فعلاً ، ولنشهد انفلاتاً أمنياً ، وفوضى متتالية ، ليس في غزّة فحسب ، بل في غيرها ، وهذا ما لا يريده أحد ، وليس في صالح القضية الفلسطينية في حال من الأحوال.

فتح ، والقيادة الفلسطينية ، في حالة نرفزة سياسية غير مسبوقة ، وقد يكون الأمر مبرراً ، ولكن ينبغي أن تكون لهذه الحالة محددات ، والأمل أن تأتي المبادرة في مثل هذا الوضع من حماس نفسها ، وتعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه لا بأن تركب الرأس مرة ثانية وترد على الاستفزاز باستفزاز مقابل