التاريخ اكبر فيلسوف وافضل معلم.
هذا الفيلسوف المعلم يقول ان العدل والأمن توأمان لا ينفصلان فلا عدل مع اختلال الأمن ولا أمن مع اختلال ميزان العدل، ومن يزعم غير ذلك فإنه يدعو إلى دولة القهر والاستعباد التي لم تصمد على مر التاريخ.
القاعدة الثابتة التي لن تتغير حتى قيام الساعة انك اذا اردت ان تحافظ على الأمن الداخلي لأي دولة فعليك ان تقيم العدل بين رعاياها، العدل هو الأساس الذي يشاد عليه البنيان الصحيح.
كيف تحقق العدل هذا هو السؤال؟؟.
ان أدوات تحقيق العدل معروفة، اولها تمثيل حقيقي يعبر عن اختيار شفاف للسلطة التشريعية وقوانين محكمة تلبي حاجة المجتمع لتنظيم الحياة ونظام قضائي كفؤ مستقل يتم اختيار رجاله بدقة وتمحيص يتساوى الناس أمامه ولا يستثنى كبير ولا صغير ولا غني نافذ او فقير.
وهو ثالثة الاثافي التي يقوم عليها البنيان القويم لأي دولة، (الاثافي لغة هي الأحجار الثلاثة التي يوضع عليه القدر للطبخ)، وما دون ذلك أو يتبعه ليس اكثر من تفاصيل وإجراءات.
ان أي حوار منطقي في اي دولة تنشد المستقبل المشرق ينبغي أن يبدأ من هنا، وهنا لب الإصلاح الذي يجمع مكونات الشعب ونسيجه في لحمة متينة تستعصي على الاختراق الداخلي او الخارجي، أما الغوص في القضايا الجانبية أو الآنية فلن يصل إلى رؤية ونتيجة أو طريق نافذ إلى المستقل.
في أي دولة هناك تناسب عكسي بين عدد رجال الشرطة وبين نسبة تحقق الأمن الداخلي فكلما أرتفعت نسبة تحقق العدالة والمساواة قل عدد رجال الشرطة وتناقص عدد السجون وتراجعت الاحتجاجات.