عمون - إن الاهتمام بعيوب النفس هو أمر يجب أن يكون في صلب تطور الإنسان وتحقيقه لأهدافه الروحية والاجتماعية إن الإنسان خُلق ليعبد الله ويحقق الخير في الأرض، ولكن البعض ينشغل بالتركيز على عيوب الآخرين وانتقادهم، دون أن ينتبه إلى أخطائه الخاصة وعيوبه الشخصية. يجب أن ندرك أن الأهم هو أن نقوم بتصحيح أنفسنا والعمل على تحسيننا قبل أن ننظر إلى الآخرين من بين عيوب النفس الشائعة وكيفية التغلب عليها:

1. الأنانية وتفضيل هوايات النفس على مصلحة الآخرين: يمكن التغلب على الأنانية عن طريق فهم أن النفس تميل إلى الشر والدمار إذا أُطاعت، وأن الراحة الحقيقية تكمن في طاعة الله والعمل لخدمة الآخرين. يتطلب ذلك صبرًا ومقاومة لشهوات النفس، وستكون النتائج إيجابية على الصعيد الروحي والنفسي.

2. الاعتقاد بأن الخطايا يجلبون المتعة والسرور: على العكس، فإن اللذة المشتقة من الخطايا هي لحظية وتتبعها ضيق النفس وندم. يجب أن ندرك أن الشيطان يغرينا بتصوير الخطيئة بأشكال جميلة ومغرية، ولكنها في النهاية تؤدي إلى انقلابنا عن الطريق الصحيح وتعرضنا لغضب الله. يجب أن نكون واعين لهذا الحقيقة وأن نمتنع عن الخطايا ونتجنبها.

3. الاعتزاز بالأعمال الخاصة والتغاضي عن فضل الله: يمكن معالجة هذا العيب بتذكر أننا لا نستطيع أن نقوم بأي عمل صالح إلا بمشيئة الله ومساعدته. يجب أن نعلم أن الأعمال الصالحة، حتى وإن كانت بسيطة، تحظى برضا الله وقبوله يجب أن نحافظ على خشية الله وأن نسعى لقبول أعمالنا دون أن نتأثر بالغرور والاعتزاز بالذات.

4. الاهمال في تذكر الموت والآخرة: هذا الاهمال يؤدي إلى الغفلة عن الله وتأجيل التوبة والعودة إليه. يجب أن ندرك أن الموت ليس له ميعاد محدد وأنه يأتي بغتة، وعلينا أن نستعد للحياة الآخرة من خلال القيام بالأعمال الصالحة والتقرب إلى الله.

5. اتباع هوى النفس وشهواتها: يجب أن نتعرف على الله وأسمائه وصفاته، لأن ذلك يزيد من اعتزازنا بربنا ومن الإدراك أنه هو المتفضل والمنعم علينا بجميع النعم. من الغير منطقي أن نسعى وراء شهوات النفس ونضيع حياتنا الدنيا والآخرة.

6. قلة تلاوة القرآن الكريم والابتعاد عنه: يجب أن ندرك أن القرآن الكريم والذكر بأنواعه هما غذاء القلب والروح. لا يمكن أن نصل إلى السعادة والراحة الحقيقية إلا من خلال التواصل مع كلام الله إذا ابتعد الإنسان عن القرآن والأذكار، سيجد نفسه في حالة من الضياع والبؤس.

7. التفكير في أفكار سيئة والتمسك بها: يجب أن ندرك أن السماح للعقل بالتفكير المفرط في الأفكار السلبية سيبعدنا عن الهدى والصواب. يجب أن

نلجأ إلى الله ونستعيذ من الشيطان عندما يتبادر إلى أذهاننا أفكار سيئة، وأن نسعى للاشغال بأمور نافعة ومفيدة.

هذه بعض العيوب الشائعة في النفس وطرق علاجها يجب أن نكون على استعداد دائم لمراجعة أنفسنا والعمل على تحسينها، والاعتماد على الله وتوجيهاته في هذا السبيل. الاهتمام بإصلاح الذات هو الطريقة الحقيقية للتقرب إلى الله وتحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.