بعد غياب سنوات للأسف ، عدتُ إلى " الشَّمال " حيث الدفء وحيث الحب الأول والأخير.
كانت مشاركتي في احتفالية "إربد" الثقافية ، فرصة لتلبية دعوة الصديق العزيز الدكتور محمد غوانمة لقضاء ليلة في قريته الجميلة " سحَم " وكانت نفسي مشتاقة و " توّاقة "، حلوة " توّاقة " للاقتراب من الطبيعة الخلاّبة وناسها الطيّبين .
"خطفني" الدكتور غوانمة وجالَ بي في قرى الشمال، " بيت رأس " و " ام قيس " و " سما الروسان " و " الحمّة " او " المخيبة " و " الشعلة " و " العشة " و " حكما " و " حريما " .. مرورا بأطراف " مَلكا " و" عين التراب " و " كفر سوم" و " كفر جايز " و " الشق ّ البارد " واستمتعتُ بمشاهدة والتجول بين بيّارات " الجوّآفة " التي تشتهر بها " سحم "، وكذلك لامسنا " المياه المعدنية " على أطراف نهر اليرموك.
وكنتُ سعيدا بالسلام ومصافحة أفراد القوات المسلحة الأردنية ونشامى الوطن الذين يقفون بكل كبرياء مع ابتساماتهم وطيبة ونقاء قلوبهم حين مررنا بهم وهم يحرسون وطننا في الشمال.
قضيتُ ليلة هادئة وسط الأشجار وثمة حنين للوطن الآخر المحتلّ، حين بدت من بعيد "صفَد" و "طبريا" ، ومن جانب آخر " هضبة الجولان " السورية المحتلة.
ذابت مشاعري مع مياه نهر اليرموك وهي تعبر الطريق الى القلب لتشدو بقصائد الشوق المعلقة على شغاف المدى البعيد.
وكان " مضيفي " واهله وجيرانه والأهالي الذين التقيتهم اكبر من رغبتي ، فكانت رحلتي قصيرة وذكريات معهم وعنهم طويلة .. جدا.